@ 258 @ ( ^ السماوات وما في الأرض من ذا الذي يشفع عنده إلا بإذنه يعلم ما بين أيديهم وما خلفهم ولا يحيطون بشيء من علمه إلا بما شاء وسع كرسيه السماوات والأرض ) * * * * .
لأنهم زعموا أن الملائكة والأصنام يشفعون لهم فقال : ( ^ من ذا الذي ) يمكنه الشفاعة إلا برضاه . .
وقوله : ( ^ يعلم ما بين أيديهم ) يعني : الآخرة ( ^ وما خلفهم ) يعني : الدنيا ، وقيل : ( ^ ما بين أيديهم ) ما قدموا ( ^ وما خلفهم ) ما خلفوا . .
وقوله : ( ^ ولا يحيطون بشيء من علمه إلا بما شاء ) .
الإحاطة : العلم بالشيء بجميع جهاته وأنواعه ، ومعناه : ولا يحيطون بشيء من علم الغيب إلا بما شاء ، يعني : إلا بما أخبر به الرسل ، وهو مثل قوله في سورة الجن : ( ^ فلا يظهر على غيبه أحدا إلا من ارتضى من رسول ) . .
وقوله : ( ^ وسع كرسيه السماوات والأرض ) قرأ يعقوب الحضرمي : ' وسع كرسيه السماوات والأرض ' والمعروف هو الأول . .
واختلفوا في الكرسي ، قال الحسن : هو العرش نفسه . وقال أبو هريرة : الكرسي موضوع قدام العرش . .
ومعنى قوله : ( ^ وسع كرسيه السماوات والأرض ) أي : سعته مثل سعة السماوات والأرض وأوسع منه ، وهو ظاهر في قراءة الحضرمي ، وفي الأخبار ' أن السماوات والأرض في جنب الكرسي كحلقة في فلاة ، والكرسي في جنب العرش كحلقة في فلاة ' . .
وفي رواية عطاء عن ابن عباس : أن السماوات والأرض في جنب الكرسي كدراهم سبعة على الترس .