@ 312 @ ( ^ ولقد تركناها آية فهل من مدكر ( 15 ) فكيف كان عذابي ونذر ( 16 ) ولقد يسرنا القرآن للذكر فهل من مدكر ( 17 ) كذبت عاد فكيف كان عذابي ونذر ( 18 ) إنا أرسلنا عليهم ريحا صرصرا في يوم نحس مستمر ( 19 ) تنزع الناس ) * * * * * * .
قوله تعالى : ( ^ ولقد تركناها آية ) أي : تركنا السفينة آيو وعبرة ، قال قتادة : بقيت سفينة نوح ببا قردى من بلاد الجزيرة حتى أدركها أوائل هذه الأمة . .
وقوله : ( ^ فهل من مدكر ) أي : متعظ متذكر . .
وقوله : ( ^ فكيف كان عذابي ونذر ) أي : كيف كان تعذيبي وإنذاري . .
قوله تعالى : ( ^ ولقد يسرنا القرآن للذكر فهل من مدكر ) أي : متفكر ، ومعنى تيسر القرآن للذكرى : هو قراءته عن ظهر قلب ، ولم يعط هذا في كتاب الله غير هذه الأمة ، فإن أهل الكتابين إنما يقرءوا فهما عن الصحف . .
قوله تعالى : ( ^ كذبت عاد فكيف كان عذابي ونذر ) أي : تعذيبي وإنذاري لهم . .
وقوله : ( ^ إنا أرسلنا عليهم ريحا صرصرا ) أي : باردة ، ويقال : شديدة الهبوب . .
وقوله : ( ^ في يوم نحس ) أي : في يوم مشئوم ، وعن جعفر بن محمد قال : كان في أربعاء لا تدور ، ذكره النقاش . ويقال : كان زحل راجعا هابطا ، وهو ضعيف متروك . .
وقوله : ( ^ مستمر ) أي : دائم الشؤم ، ودوام الشؤم أن الريح استمرت بهم سبع ليال وثمانية أيام . ويقال : مستمر أي : استمر بهم العذاب حتى أوقعهم في جهنم . .
قوله تعالى : ( ^ تنزع الناس ) أي : تقلع الناس . وفي القصة : أن الريح كانت تقلعهم ، وتجعل أعلاهم أسفلهم وأسفلهم أعلاهم . قال الحسن البصري : لما جاءت الريح أخذ بعضهم بيد بعض ، وجعلوا دست ، وضربوا بأقدامهم على الحجر حتى رسخت فيه ، وقالوا : من الذي يزيلنا من أماكننا ؟ وفي القصة : أن طول الواحد منهم كان ستمائة ذراع وخمسمائة ، والأقصر ثلاثمائة ذراع بذراعهم ، فلما فعلوا ذلك خرجت من تحت أقدامهم وقلعتهم .