@ 310 @ ( ^ الأجداث كأنهم جراد منتشر ( 7 ) مهطعين إلى الداع يقول الكافرون هذا يوم عسر ( 8 ) كذبت قبلهم قوم نوح فكذبوا عبدنا وقالوا مجنون وازدجر ( 9 ) فدعا ربه أني مغلوب فانتصر ( 10 ) ففتحنا أبواب السماء بماء منهمر ( 11 ) * * * * * * .
وروي أن مريم عليها السلام سألت ربها أن يطعمها لحما بغير دم ، فقالت : اللهم أعشها بغير [ رضاع ] ، وتابع بينها بغير شياع . ثم ذكر أن التوفيق بين الآيتين هو أن الناس إذا خرجوا من قبورهم يختلط بعضهم ببعض ، ولا يتبعون جملة واحدة ، فهم كالفراش المبثوث ، ثم يدعون إلى المحشر أو إلى الحساب فيتبع كلهم الجهة التي يدعون إليها ، فهم كالجراد المنتشر . .
وقوله : ( ^ مهطعين إلى الداع ) أي : مسرعين مقبلين ، ويقال : مهطعين الإهطاع : هو النسلان ، ويقال : الخبب . .
وقوله : ( ^ يقول الكافرون هذا يوم عسر ) أي : غير سهل . .
قوله تعالى : ( ^ كذبت قبلهم قوم نوح فكذبوا عبدنا ) أي : نوحا عليه السلام . .
وقوله : ( ^ وقالوا مجنون وازدجر ) أي : زجر بالشتم والسب . .
ويقال : زجرا بالتخويف بالقتل ، قاله سعيد بن جبير وقتادة وغيرهما . ويقال : ازدجر ، أي : استطر عقله ، كأنهم قالوا : مجنون ومعتوه . .
وقوله : ( ^ فدعا ربه أني مغلوب فانتصر ) أي : انتصر لدينك بالانتقام من أعدائك . .
وقوله : ( ^ ففتحنا أبواب السماء بماء منهمر ) قال علي بن أبي طالب رضي الله عنه ( فتح ) موضع المجرة ، وهي شرج السماء . وفي القصة : أن الله تعالى أرسل الماء من السماء بدون سحاب ، ولم يكن أرسل المطر قبله ولا بعده إلا من