@ 307 @ ( ^ وإن يروا آية يعرضوا ويقولوا سحر مستمر ( 2 ) ) * * * * * .
فإن قيل : ابن عباس لم يكن رأى انشقاق القمر ، فكيف تصح روايته ؟ وأما ابن مسعود فقد تفرد بهذه الرواية ، ولو كان قد انشق القمر لرواه جميع أصحاب رسول الله ، وأيضا لو كان ثابتا لرواه جميع الناس ، ولأرخوا له تاريخا ؛ لأنهم قد أرخوا ما دون هذا من الحوادث ، وإنما معنى الآية : انشق القمر أي : ينشق ، وذلك يوم القيامة . ويقال : معنى انشق القمر أي : انكسف . .
والجواب : أنه قد ثبت انشقاق القمر بالرواية الصحيحة . رواه ابن مسعود وجبير بن مطعم شهدا بالرؤية ، ورواه ابن عباس وابن عمر وأنس ، وروى بعضهم عن بعضهم عن عبد الله بن عمرو ، ومن المحتمل أنه روي عن رؤية ، وقد كان ابن مسعود روى هذا عن [ رؤيته ] ، ولم ينكر عليه أحد من الصحابة ، فكان ذلك اتفاقا منهم ، ثم الدليل القاطع على ثبوته الآية . .
وقوله إن معناه سينشق القمر . قلنا : هذا عدول عن ظاهر الآية ، ولا يجوز إلا بدليل قاطع ، ولأن الله تعالى قال : ( ^ وإن يروا آية يعرضوا ويقولوا سحر مستمر ) وهذا دليل على أنهم قد رأوها ، ولأنه سماه آية ، وإنما يكون آية إذا كانت في الدنيا ؛ لأن الآية هاهنا بمعنى الدلالة والعبرة . .
وقوله : إن الناس لم يروا . قلنا : يحتمل أنه كان في زمان غفلة الناس ، أو تستر عنهم بغيم ، وقد رد الله تعالى الشمس ليوشع بن نون ، ولم ينقل أرخ لذلك أيضا . وقد ذكر في بعض التفاسير أن أهل مكة قالوا : سحرنا ابن أبي كبشة ، فقال بعضهم : سلوا السفار الذين يقدمون ، فإنه إن كان سحرنا فلا يقدر أن يسحر جميع الناس ، فقدم السفار وسألوهم وأخبروا أنهم قد رأوا . .
قوله تعالى : ( ^ وإن يروا آية يعرضوا ويقولوا سحر مستمر ) قال الفراء : أي : يشبه بعضه بعضا ، فيحتمل أن يكون معناه : فعله هذا في السحر يشبه سائر أفعاله في