@ 303 @ ( ^ الشعرى ( 49 ) وأنه أهلك عادا الأولى ( 50 ) وثمود فما أبقى ( 51 ) وقوم نوح من قبل إنهم كانوا هم أظلم وأطغى ( 52 ) والمؤتفكة أهوى ( 53 ) فغشاها ما غشى ( 54 ) ) * * * * * .
قوله تعالى : ( ^ وأنه أهلك عادا الأولى ) فإن قيل : ما معنى قوله : ' عادا الأولى ' ، وعاد كانت واحد لا اثنين ؟ والجواب : أن ثمودا وعادا كانا من ولد آدم بن سام بن نوح ، فعاد هم قوم هود ، وهم عاد الأولى ، وثمود هم قوم صالح وهم عاد الأخرى . .
وقوله : ( ^ وثمود فما أبقى ) أي : أبادهم وأفناهم . .
قوله تعالى : ( ^ وقوم نوح من قبل إنهم كانوا هم أظلم وأطغى ) أي : أكبر وأشد طغيانا . وفي القصة : أن الرجل منهم كان يأتي بابنه إلى نوح فيقول : احذر هذا الشيخ ، وإياك أن يضلك ، فإن أبي حملني وأنا في مثل سنك إليه وحذرني منه كما حذرتك منه . .
قوله تعالى : ( ^ والمؤتفكة أهوى ) المؤتفكة هي مدائن لوط ، ائتفكت بهم الأرض أي : انقلبت بهم . .
وقوله : ( ^ أهوى ) يقال : هوى إذا سقط ، وأهوى إذا أسقط . وقد بينا أن جبريل عليه السلام قلعها من أصلها ، وبلغ بها السماء الدنيا حتى سمع أهل السماء الدنيا نباح الكلاب وأصوات ديكتهم ، وكان فيها أربعمائة ألف رجل . وقد قيل أكثر من ذلك ، ثم أن جبريل قلبها فجاءت تهوى فهو معنى قوله : ( ^ والمؤتفكة أهوى ) قال عكرمة : فهي تتجلجل في الأرض إلى قيام الساعة . والعرب تقول : أهوى أي : وقع في هوة ، والهوة : الحفرة . .
قوله تعالى : ( ^ فغشاها ما غشى ) أي : غشاها من الحجارة ما غشى . يقال : من عذاب الله ما غشى . والتغشية : التغطية . وفي القصة : أن الحجر يتبع شرادهم حتى أهلكهم جميعا ، وكان في الحرم رجل منهم فوقف حجر في الهواء سبعة أشهر ، ثم خرج فلما خرج وخطا خطوة سقط عليه الحجر وأهلكه ، وكان اسمه أبو رغال . .
قوله تعالى : ( ^ فبأي آلاء ربك تتمارى ) أي : تتشكك ، ومعناه : تشك ، وقيل :