@ 292 @ .
وفي هذا الحديث أن النبي قال : ' رأيت على كل ورقة منها ملكا قائما يسبح الله تعالى ' . أورده أبو الحسن بن فارس قال : فهو معنى قوله : ( ^ إذ يغشى السدرة ما يغشى ) وفي بعض الروايات : يغشاها جراد من ذهب . واعلم أن السدرة شجرة تجمع ثلاثة أشياء : الظل المديد ، والطعم اللذيذ ، والرائحة الطيبة ، كذلك الإيمان يجمع ثلاثة أشياء : النية ، والقول ، والعمل . واعلم أنا قد ذكرنا اختلاف أصحاب رسول الله ورضي عنهم في أنه هل رأى ربه ليلة المعراج أولا ؟ .
وذكر أبو الحسين بن فارس في تفسيره آثارا سوى ما ذكرناها ؛ فحكي عن ابن عمر أن الله تعالى احتجب عن خلقه بنور وظلمة ونار . وروي عن [ أبي ] العالية الرياحي رحمه الله أن النبي قال : ' رأيت ليلة المعراج نهرا ، ورأيت وراءه حجابا ، ورأيت وراء الحجاب نورا ، ولا أدري ما وراء ذلك ' . وروي عن محمد بن كعب القرظي ' أن النبي رأى ربه بفؤاده كما يرى بالعين ' . .
وفي رواية أبي ذر ' أن النبي سئل هل رأيت ربك ؟ فقال : نور أني أراه ' . فالروايات مختلفة في الباب ، والله أعلم بالصواب من ذلك . وينبغي أن يقال : إن ثبت النقل أنه رأى ربه نحكم بالرؤية ونعتقدها ، وإن لم يثبت النقل فالأمثل أنه لم ير . .
قوله تعالى : ( ^ ما زاغ البصر وما طغى ) في التفسير أن معناه : لم يلتفت يمينا ولا