@ 287 @ نزلت الآية ، إنكم لو رأيتموه لقلتم إن القرب الذي بينهما قاب قوسين أو أدنى أو أنقص ، وقيل : أزيد أو أنقص ، وأما ذكر القوس فهو على ما كانوا يعتادونه ، وقرب القوس من الوتر معلوم . ويقال : إن القوسين هاهنا بمعنى القوس الواحد ، وقد ذكرنا أن الشيء الواحد يذكر بلفظ التثنية . والظاهر أن المراد منه القوسان على الحقيقة ، وهو غير مستنكر في لغة العرب ، ولا يستبعد . .
القول الثاني في الآية : أن قوله : ( ^ ثم دنا ) أي : دنا محمد من ربه . .
وقوله : ( ^ فتدلى ) أي : زاد في الدنو . وفي رواية مالك بن صعصعة أن النبي [ قال ] : ' بينا أنه قاعد إذ أتاني جبريل فلكزني بين كتفي ، فقمت فإذا شجرة عليها شبه وكرين ، فجلست في أحدهما ، وجلس جبريل في الآخر ، وارتفعنا إلى السماء ، ورأيت نورا عظيما ، ونظرت فإذا جبريل كالحلس فعرفت فضل خشيته على خشيتي ، ولط دوننا الحجاب ' . وفي بعض الروايات قال : ' فارقني جبريل ، وهدأت الأصوات ، وسمعت من ربي : ادن يا محمد ' . وقد ذكر هذا اللفظ في الصحيح ، وهو دنو محمد من ربه ليلة المعراج . .
والقول الثالث : أن معنى قوله : ( ^ ثم دنا ) أي : دنا الرب من محمد ، وهو لفظ ثابت أيضا ، وهو على ما شاء الله . .
وقوله : ( ^ فتدلى ) أي : زاد في الدنو ، والمعروف عند الأكثرين القول الأول ، وهو الأسلم .