@ 275 @ ( ^ لا لغو فيها ولا تأثيم ) ويطوف عليهم غلمان لهم كأنهم لؤلؤ منكون وأقبل بعضهم على بعض يتساءلون قالوا إنا كنا قبل في أهلنا في أهلنا مشفقين .
وقوله ( ^ لا لغو فيها ولا تأثيم ) أي : لا يجري بينهم كلام باطل ، ولا كلام يأثم به قائله ، على ما يكون بين الشراب في الدنيا . قال القتيبي : معناه : لا يسكرون فيكون منهم كلام لغو أو كلام يأثمون به . .
قوله تعالى : ( ^ ويطوف عليهم غلمان لهم كأنهم لؤلؤ مكنون ) أي : مصون مستور من الشمس والريح ، ومن كل ما يذهب صفاءه وبهاءه ويغيره . .
قوله تعالى : ( ^ وأقبل بعضهم على بعض يتساءلون ) في الآية دليل على أن أهل الجنة يجتمعون ، ويذكرون أحوال الدنيا ، ويسأل بعضهم بعضاً عن ذلك . .
وقوله : ( ^ قالوا إنا كنا قبل في أهلنا مشفقين ) أي : وجلين خائفين ، فيقال : إن خوفهم ووجلهم هو من يوم القيامة . ويقال : إن خوفهم ووجلهم من أن لا تقبل منهم أعمالهم ، وهو في معنى قوله تعالى : ( ^ إن الذين هم من خشية ربهم مشفقون ) قالت عائشة : عملوا ما عملوا من الطاعات ، وخافوا أن لا تقبل منهم . ويقال : إن المؤمن في بيته وجل ؛ لأنه يحتاج إلى معاشرة أهله وولده ، ولا بد له مع ذلك أن يتقي الله تعالى ، ولا يقول ولا يفعل ما لا يرضاه الله ، وهذا هو أشد شيء على المؤمنين أن يكونوا على حذر من ربهم وعلى طلب رضاه منهم فيما بين أمورهم مع الخلق . .
قوله تعالى : ( ^ فمن الله علينا ) أي : أنعم الله علينا . .
وقوله : ( ^ ووقانا عذاب السموم ) أي : عذاب جهنم ، فيقال : إن السموم اسم من أسماء جهنم . ويقال : عذاب السموم أي : عذاب سموم جهنم . .
قوله تعالى : ( ^ إنا كنا من قبل ندعوه ) أي : نوحده ونعبده ، والدعاء هاهنا بمعنى