@ 270 @ ( ^ يوم يدعون إلى نار جهنم دعا ( 13 ) هذه النار التي كنتم بها تكذبون ( 14 ) أفسحر هذا أم أنتم لا تبصرون ( 15 ) اصلوها فاصبروا أو لا تصبروا سواء عليكم إنما تجزون ) * * * * * * .
وقوله : ( ^ هذه النار التي كنتم بها تكذبون ) يقال لهم هذا على طريق التوبيخ والتقريع . .
قوله تعالى : ( ^ أفسحر هذا ) في التفسير : أنهم لما كانوا يرون الآيات في الدنيا ودلائل نبوة الرسول فيقولون : إنها سحر ونحن لا نبصر ما يقول أي : لا نعلم فإذا كان يوم القيامة وعاينوا العذاب يقال لهم : أفسحر هذا كما تزعمون في الدنيا لما رأيتم من الآيات أم أنتم لا تبصرون ، أي : هل أنتم لا تبصرون كما لم تبصروا في الدنيا على زعمكم ؟ . .
والقول الثاني في قوله : ( ^ أم أنتم لا تبصرون ) أي : معناه بل كنتم لا تبصرون ، أي : لا تعلمون ، وهذا قول معروف . .
وقوله : ( ^ اصلوها ) أي : ادخلوها . ويقال : قاسوا حرها . .
وقوله : ( ^ فاصبروا أو لا تصبروا ) هو مثل قوله تعالى : ( ^ سواء علينا أجزعنا أم صبرنا ) والمعنى : أنكم سواء صبرتم أو جزعتم ، فالعذاب واقع بكم ولا يخفف عنكم . وفي بعض الآثار : أن أهل النار يجزعون مدة مديدة ، وينادون على أنفسهم بالويل والثبور ثم يقولون : تعالوا نصبر ، فيصبرون أيضا مدة مديدة فلا ينفعهم واحد من الأمرين ، وهو معنى قوله تعالى : ( ^ سواء عليكم ) أي : مستو [ كلتا ] الحالتين ، والعذاب مستمر بكم فيهما . .
وقوله : ( ^ إنما تجزون ما كنتم تعملون ) يعني : أن هذا عملكم بأنفسكم . .
قوله تعالى : ( ^ إن المتقين في جنات ونعيم ) أي : بساتين ونعمة .