@ 264 @ ( ^ أتواصوا به بل هم قوم طاغون ( 53 ) فتول عنهم فما أنت بملوم ( 54 ) وذكر فإن الذكرى تنفع المؤمنين ( 55 ) وما خلقت الجن والإنس إلا ليعبدون ( 56 ) ما أريد منهم من رزق وما أريد أن يطعمون ( 57 ) ) * * * * * .
قوله تعالى : ( ^ أتواصوا به ) أي : أوصى بعضهم بعضا بهذا القول ، ويقال : أوصى الأول الأخير بالتكذيب . .
قوله : ( ^ بل هم قوم طاغون ) أي : عاصون يبالغون في العصيان . .
قوله تعالى : ( ^ فتول عنهم فما أنت بملوم ) في بعض الآثار عن علي بن أبي طالب رضي الله عنه أنه لما نزلت هذه الآية حزن أصحاب رسول الله حزنا شديدا ، وظنوا أنه لا ينزل الوحي بعد ذلك حيث أمر النبي بالإعراض والتولي ، وعذر بقوله : ( ^ فما أنت بملوم ) فأنزل الله تعالى : ( ^ وذكر فإن الذكرى تنفع المؤمنين ) ففرحوا ، وقيل : إن هذه الآية قبل نزول آية السيف ، ثم نسخت بآية السيف . .
قوله تعالى : ( ^ وما خلقت الجن والإنس إلا ليعبدون ) في قراءة أبي بن كعب ' وما خلقت الجن والإنس من المؤمنين إلا ليعبدون ' وهو تفسير القراءة المعروفة . .
قال الضحاك : الآية عامة أريد بها الخاص ، وهم المؤمنون ، وهذا القول اختيار الفراء والقتيبي وغيرهما . .
والقول الثاني : وما خلقت الجن والإنس إلا ليعبدون أي : لآمرهم بالعبادة . وقال مجاهد : لآمرهم وأنهاهم ، وحكى بعضهم هذا عن علي . .
والقول الثالث : وما خلقت الجن والإنس إلا ليعبدون أي : لينقادوا ويخضعوا لي ، وانقيادهم وخضوعهم هو استمرارهم على مشيئته وحكمه ، وهو معنى خضوع السموات والأرضين وطواعيتها وانقيادها ، والمختار هو القول الأول . .
قوله تعالى : ( ^ ما أريد منهم من رزق ) أي : أن يرزقوا عبادي ، ويقال : أن يرزقوا أنفسهم . .
( ^ وما أريد أن يطعمون ) هو على المعنيين الأولين ، أي : يطعموا عبادي ، أو يطعموا أنفسهم ، فإذا قلت في الأول هو رزق أنفسهم فمعنى هذا إطعام العباد ، وإذا