@ 240 @ ( ^ الموت بالحق ذلك ما كنت منه تحيد ( 19 ) ونفخ في الصور ذلك يوم الوعيد ( 20 ) ) * * * * * * .
وقوله : ( ^ ما يلفظ من قول إلا لديه رقيب عتيد ) أي : رقيب حاضر . .
قال الحسن : يكتب الملكان كل شيء حتى قوله لجاريته اسقيني الماء ، وناوليني نعلي ، أو أعطيني ردائي ، ويقال : يكتب كل شيء حتى صفيره بشرب الماء . .
وفي الخبر برواية أبي أمامة أن النبي قال : ' ملك اليمين أمير على ملك الشمال ، فإذا عمل العبد حسنة كتبها ملك اليمين في الحال عشرا ، وإذا عمل العبد سيئة فأراد صاحب الشمال ان يكتب ، قال له صاحب اليمين : أمسك سبع ساعات ، فإن تاب لم يكتب ، وإن لم يتب قال : اكتبها واحدة ' . .
واعلم أن ملك اليمين يكتب الحسنات ، وملك لشمال يكتب السيئات ، واليمين محبوب الله ومختاره ، ومنه ما روي عن النبي ' أنه كان يحب التيامن في كل شيء ، حتى في ترجله وتنعله وطهوره ' . ومن هذا إذا دخل المسجد يبدأ باليمين ليقدمها إلى موضع الخير ، وإذا خرج يبدأ بالشمال ليكون مكث اليمين في موضع الخير أكثر وإن قل ، وعلى عكس هذا دخول موضع الخلاء والخروج منه . .
قوله تعالى : ( ^ وجاءت سكرة الموت بالحق ) السكرة هي ( الغشية ) والغمرة التي تلحق الإنسان عند القرب من الموت . .
وقوله : ( ^ بالحق ) فيه قولان : أحدهما : أن الحق هو نفس السكرة التي هي سكرة الموت ، ويقال : الحق هو الله ، وفي الموت لقاء الله ، فهو معنى قوله : ( ^ بالحق ) أي : بلقاء الحق . ويقال : هو إشارة إلى الجنة والنار ؛ لأنه إذا مات إما أن يدخل الجنة ، وإما أن