@ 218 @ ( ^ ولكن الله حبب إليكم الإيمان وزينه في قلوبكم وكره إليكم الكفر والفسوق والعصيان أولئك هم لراشدون ( 7 ) فضلا من الله ونعمة والله عليم حكيم ( 8 ) وإن طائفتان ) * * * * * * * * أي : لهلكتم . وقيل : غويتم وضللتم . ويقال : نالكم التعب والمشقة . .
وقوله : ( ^ يطيعكم ) نوع مجاز ؛ لأن الطاعة في الحقيقة فعل من الأدون على موافقة قول الأعلى . وقد روي عن بعض السلف أنه قال : نعم الرب ربنا ، لو أطعناه ما عصانا ، وهو على طريق المجاز والتوسع في الكلام ، قال الشاعر : .
( رب من أصبحت غيظا صدره % لو تمنى في موتا لم يطع ) .
أي : لم يدرك ما تمناه ، وهو على طريق المجاز . .
وقوله : ( ^ ولكن الله حبب إليكم الإيمان ) يقال : حببه بإقامة الدلائل على وحدانيته وهدايتهم إليها . ويقال : حببه بذكر الثواب والوعد الصادق . .
وقوله : ( ^ وزينه في قلوبكم ) حتى قبلوه وآثروه على طريق غيره ، وطبع الآدمي مجبول على اختيار ما زين في قلبه ، فلما هدى الله المؤمنين إلى الإيمان ، وأمال قلوبهم إليه حتى قبلوه ، سمى ذلك تزيينا للإيمان في قلوبهم . .
وقوله : ( ^ وكره إليكم الكفر ) يقال : كره الكفر بذكر الوعيد والتخويف على فعله . .
وقوله : ( ^ والفسوق والعصيان ) والفسوق : كل ما يفسق به الإنسان أي : يخرج به عن طاعة الله . والعصيان : مخالفة الأمر . .
وقوله : ( ^ أولئك هم الراشدون فضلا من الله ونعمة ) أي : المهتدون تفضلا من الله وإنعاما . .
وقوله : ( ^ والله عليم حكيم ) أي : عليم بخلقه ، حكيم فيما يدبره لهم . .
قوله تعالى : ( ^ وإن طائفتان من المؤمنين اقتتلوا ) قال سعيد بن جبير وغيره : الآية في الأوس والخزرج ، كان بينهم قتال بالجريد والنعال والأيدي في أمر تنازعوه بينهم .