@ 206 @ ( ^ الحمية حمية الجاهلية فأنزل الله سكينته على رسوله وعلى المؤمنين وألزمهم كلمة ) * * * * * * * عقد الصلح ، فلما كان أوان ( الكتبة ) قال النبي لعلي رضي الله عنه : ' اكتب بسم الله الرحمن الرحيم ، فقال سهيل : لا نعرف ما الرحمن الرحيم ! اكتب كما نكتب : باسمك اللهم . فقال المسلمون : لا إله إلا الله تعجبا من قولهم ورجت بها جبال تهامة ، ثم إنه قال : اكتب هذا ما صالح عليه محمد رسول الله ، فقال سهيل : ولو علمنا أنك رسول الله ما قاتلناك ؛ اكتب هذا ما صالح عليه محمد بن عبد الله ، وكتب علي ذلك ، وقال عليه الصلاة والسلام : أنا محمد رسول الله ، وأنا محمد بن عبد الله . وكان في عقد الصلح أيضا : أن من جاء إلى النبي من المشركين مسلما في مدة الصلح يرد إليهم ، ومن ذهب من المسلمين إلى الكفار مرتدا لم يردوه ، وكان هذا كله من حمية الجاهلية ، وعند هذه الشروط وقعت الفتنة لعمر ، وأتى رسول الله وقال : ألست رسول الله ؟ قال : بلى . قال : أولسنا على الحق ؟ قال : بلى . قال : علام نعطي الدنية في ديننا ؟ يعني : نرضى بالخصلة الأدنى لأنفسنا ، فقال عليه الصلاة والسلام : أنا رسول الله ولا يضيعني ، وذهب إلى أبي بكر وذكر له مثل ذلك ، فقال له : إنه رسول الله ، ولن يضيعه الزم [ الغرز ] ، ثم إن سهيل بن عمرو أسلم بعد ذلك وحسن إسلامه ، وقام في الإسلام مقامات مشهودة . .
وقوله : ( ^ فأنزل الله سكينته على رسوله وعلى المؤمنين ) قد بينا معنى السكينة ، والمعنى هاهنا : هو الثبات على الدين مع هذه الأمور . .
وقوله : ( ^ وألزمهم كلمة التقوى ) روى ابن الطفيل عن أبي بن كعب عن النبي هي : ' لا إله إلا الله ' . .
وفي الخبر المشهور عن عمر قال : إني سمعت رسول الله يقول : ' أنا أعلم