@ 165 @ ( ( 33 ) ^ ويوم يعرض الذين كفروا على النار أليس هذا بالحق قالوا بلى وربنا قال فذوقوا العذاب بما كنتم تكفرون ( 34 ) فاصبر كما صبر أولوا العزم من الرسل ولا تستعجل لهم كأنهم يوم يرون ما يوعدون لم يلبثوا إلا ساعة من نهار بلاغ فهل يهلك إلا القوم ) * * * * * أذى قومه ، وإبراهيم صبر على النار ، وإسحاق صبر على الذبح ، ويعقوب صبر على فقد الولد ، ويوسف صبر على السجن ، وأيوب صبر على الضر . وقيل : أولوا العزم هم : نوح ، وهود ، وإبراهيم . وفي الآية قول آخر وهو معروف : أن جميع الأنبياء هم المراد بالآية ، وليست ' من ' للتبعيض وإنما للتبيين ، وقال من ذهب إلى هذا القول : ليس في الأنبياء أحد ليس له عزم ولا حزم ولا رأى ولا عقل ، بل كانوا جميعا بهذه الأوصاف . ومنهم من قال : أولوا العزم من الرسل : هم الذين أمروا بالقتال ومنابذة المشركين فقاتلوا ونابذوا ، وفي بعض المسانيد برواية عائشة رضي الله عنها أن النبي قال لها : ' مالي وللدنيا يا عائشة ، وإنما أمرت ان أصبر كما صبر أولوا العزم من الرسل ، صبروا على مكروهها ، وصبروا على محبوبها أي : مكروه الدنيا ومحبوب الدنيا والله لأفعلن كما فعلوا ، وأجتهدن حتى أنال رضا ربي ' والخبر غريب . والقول الذي ذكرناه أخيرا ذكره الكلبي وغيره ، وفي قول هؤلاء ليس آدم من أولي العزم ولا يونس صلوات الله عليهما . .
وقوله : ( ^ ولا تستعجل لهم ) في التفسير : أن النبي استبطأ عذاب الكفار [ بعض ] الاستبطاء ؛ فأنزل الله تعالى هذه الآية : ( ^ ولا تستعجل لهم ) .
وقوله : ( ^ كأنهم يوم يرون ما يوعدون لم يلبثوا إلا ساعة من نهار ) واليوم الذي يوعدون يوم القيامة ، وقوله : ( ^ بلاغ ) أي : هذا بلاغ ، وهو إشارة إلى القرآن ، وقرأ ( أبو ) مجلز لاحق بن حميد ' بلغ ' على وجه الأمر .