@ 145 @ ( ^ عليكم بالحق إنا كنا نستنسخ ما كنتم تعملون ( 29 ) فأما الذين آمنوا وعملوا الصالحات فيدخلهم ربهم في رحمته ذلك هو الفوز المبين ( 30 ) وأما الذين كفروا أفلم تكن آياتي تتلى عليكم فاستكبرتم وكنتم قوما مجرمين ( 31 ) وإذا قيل إن وعد الله حق والساعة لا ريب فيها قلتم ما ندري ما الساعة إن نظن إلا ظنا وما نحن ) * * * * * * * * * * * * * * * * * * * * * * * * * * * * * * * * * * * * * * * * * * * * * * * * * .
وقوله : ( ^ إنا كنا نستنسخ ما كنتم تعملون ) فيه أقوال : أحدها : نستكتب ما كنتم تعملون أي : نأمر الكتبة أن يكتبوا ويحفظوا أعمالكم . والقول الثاني : نستنسخ ما كنتم تعملون أي : نأخذ نسخة مما كتبت الملائكة عليكم . والقول الثالث : وهو المعروف ، وهو مروي عن ابن عباس قال : يأمر الله تعالى الملائكة بأن يأخذوا نسخة من اللوح المحفوظ على ما يعمله العبد في يومه وليلته ، ثم يكتبون ما عمله العبد ، ثم يقابلون ما كتبوا على العبد بما نسخوا من اللوح المحفوظ ، فيكونان سواء لا زيادة ولا نقصان فيه ، قال ابن عباس : أنظروا هل يكون الاستنساخ إلا من أصل . قوله تعالى : ( ^ فأما الذين آمنوا وعملوا الصالحات فيدخلهم ربهم في رحمته ) أي : جنته . وقوله : ( ذلك هو الفوز المبين ) أي : البين . قوله تعالى : ( ^ وأما الذين كفروا أفلم تكن آياتي تتلى عليكم ) يعني يقال لهم : أفلم تكن آياتي تتلى [ عليكم ] أي : ألم تكن آياتي تتلى عليكم ؟ . وقوله : ( فاستكبرتم ) أي : طلبتم الكبرياء والعظمة بترك التوحيد ، وكل كافر متكبر ، وكل مؤمن متواضع . .
وقوله : ( وكنتم مجرمين ) أي : ذوى جرم . قوله تعالى : ( وإذا قيل إن وعد الله حق والساعة لا ريب فيها ) أي : لاشك فيها . .
وقوله : ( قلتم ما ندري ما الساعة إن نظن إلا ظنا ) أي : نظن أنك كاذب ، ونظن أنك صادق ، ولا دليل معنا على صدقك ، وأن ما قلته حق .