@ 128 @ ( ^ وما كانوا منظرين ( 29 ) ولقد نجينا بني إسرائيل من العذاب المهين ( 30 ) من فرعون إنه كان عاليا من المسرفين ( 31 ) ولقد اخترناهم على علم على العالمين ( 32 ) وآتيناهم من الآيات ما فيه بلاء مبين ( 33 ) إن هؤلاء ليقولون ( 34 ) إن هي إلا موتتنا ) * * * * * * * * * * * * * * * * * * * * * * * * * * * * * * * * * * * * * * * * * * * * * * * * * .
قوله تعالى : ( ^ ولقد نجينا بني إسرائيل من العذاب المهين ) في التفسير : أن فرعون كان يستحقر بني إسرائيل ويستذلهم ، وكان لإسرائيل وأولاده قدر عظيم عند الله تعالى . .
وقوله : ( ^ من فرعون إنه كان عاليا من المسرفين ) أي : جبارا متكبرا من المشركين . .
قوله تعالى : ( ^ ولقد اخترناهم على علم على العالمين ) معناه : اخترناهم على علم منا بهم ، وقوله : ( ^ على العالمين ) أي : على عالمي زمانهم ، ويقال : على جميع العالمين ؛ لأنه خصهم بكثرة الأنبياء منهم ، فلهم الفضل على جميع العالمين بهذا المعنى ، والمعروف هو الأول . .
قوله تعالى : ( ^ وآتيناهم من الآيات ما فيه بلاء مبين ) الآيات مثل : فلق البحر وإنحراق فرعون ، وإنجاء موسى ومن معه ، وإنزال المن والسلوى ، إلى غير ذلك من الآيات ، وقوله : ( ^ ما فيه بلاء مبين ) أي : نعمة حسنة ، تقول العرب : لفلان عندي بلاء حسن أي : نعمة حسنة ، وفي القصة : أن فرعون كان يستعمل الأقوياء من بني إسرائيل في العمل حتى دبرت صدورهم وظهورهم من نقل الحجارة ، ويذبح الأبناء ، ويستحي النساء ، ويستعلمهن في الغزل والنسيج ، وما أشبه ذلك ، وكان قد ضرب على ضعفاء بني إسرائيل على كل واحد منهم ضريبة فيؤديها كل يوم ، وكان القبطي يأتي إلى الإسرائيلي فيسخره فيما شاء من العمل ، فإذا كان الظهر خلاه ، وقال : اذهب واكتسب ما تأكله ، ولا يعطيه شيئا يأكله ؛ فنجاهم الله تعالى من هذه البلايا . .
وقوله تعالى : ( ^ إن هؤلاء ليقولون ) يعني : مشركي مكة . .
وقوله : ( ^ إن هي إلا موتتنا الأولى ) معناه : أنا نموت مرة ولا نبعث بعد ذلك . .
وقوله : ( ^ وما نحن بمنشزين ) أي : بمبعوثين ، قال الشاعر :