@ 82 @ ( ^ أصابهم البغي هم ينتصرون ( 39 ) وجزاء سيئة سيئة مثلها فمن عفا وأصلح فأجره على ) * * * * * * * * * * * * * * * * * * * * * * * * * * * * * * * * * * * * ( ^ ينتصرون ) أي : يتناصرون ، فينتصر بعضهم بعضا لرفع البغي ، وهو من باب الحسبة ، ينتصرون بالأمر بالمعروف . وقيل : ينتصرون أي : ينتصرون من الظالم ، والانتصار من الظالم هو أخذ الحق منه . وفي التفسير عن الحسن البصري وغيره قال : كانوا يكرهون أن يذلوا أنفسهم حتى لا يجترئ عليهم الفساق . .
وذكر الكلبي : أن الآية نزلت في شأن ابي بكر الصديق ، فروى أن رجلا من الأنصار سب أبا بكر عند النبي ، فسكت أبو بكر وسكت التبي ، ثم إن أبا بكر أجابه ، فقام النبي مغضبا ، وذهب فتبعه أبو بكر ، وقال : يا رسول الله ، إن الذي فعلت بي أشد مما فعله الأنصاري ، سبني فسكت ، ولم تنكر عليه ، ثم لما أجبت قمت مغضبا ، فقال : كان الملك يرد عليه حين سكت ؛ فلما أجبت ذهب الملك ؛ فذهبت ، وأنزل الله تعالى هذه الآية : ( ^ والذين إذا أصابهم البغي هم ينتصرون ) فيجوز للمظلوم الانتصار من ظالمه . .
قوله تعالى : ( ^ وجزاء سيئة سيئة مثلها ) سمى الثاني [ سيئة ] على ازدواج الكلام ، وعند الفقهاء أن الآية في القتل والجراحات ؛ فإذا قتله يقتله وليه ، وإذا حرجه . يجرحه ، وذهب جماعة من السلف إلى أن هذا في غير القتل والجراحات أيضا فإذا قال : أخزاك الله ، يقول : أخزاك الله ، وإذا قال : لعنك الله ، يقول : لعنك الله ، ولا يزيد عليه ، وكذلك قالوا : إذا سب سبه ، وهذا فيما لا يدخله الكذب ، فأما ما يدخله الكذب فلا ينبغي أن يكذب عليه ، وما ذكرنا مروي عن مجاهد وغيره .