@ 49 @ ( ^ ولنجزينهم أسوأ الذي كانوا يعملون ( 27 ) ذلك جزاء أعداء الله النار لهم فيها دار الخلد جزاء بما كانوا بآياتنا يجحدون ( 28 ) وقال الذين كفروا ربنا أرنا اللذين أضلانا من الجن والإنس نجعلهما تحت أقدامنا ليكونا من الأسفلين ( 29 ) إن الذين قالوا ربنا ) * * * * * * * * * * * * * * * * * * * * * * * * * * * * * * * * * * * * * * * * * * * * * * * .
قوله تعالى : ( ^ ذلك جزاء أعداء الله النار لهم فيها دار الخلد ) أي : دار الخلود . .
قوله تعالى : ( ^ جزاء بما كانوا بآياتنا يجحدون ) أي : ينكرون . .
قوله تعالى : ( ^ وقال الذين كفروا ربنا أرنا اللذين أضلانا من الجن والإنس ) قال أهل التفسير : الذي من الجن هو إبليس ، والذي من الإنس قابيل الذي قتل هابيل ، وهما أول من سن المعصية من الجن والإنس ، وهذا هو القول المشهور ، وهو محكي عن علي رضي الله عنه ذكره الأزهري بإسناده . وفي الآية قول آخر : وهو أن المراد كل داع إلى الضلالة من الجن والإنس . وفي بعض الآثار : أنه ما من أحد من الجن يعمل شرا إلا ويلعن إبليس عند موته ، وما من أحد من الإنس يعمل شرا إلا ويلعن ابن آدم عند موته ، وهو قابيل . ويقال : يلعنهما كل عامل بالشر ؛ لأنهما اللذان سنا الشر والمعاصي . .
وقوله : ( ^ نجعلهما تحت أقدامنا ) أي : نجعلهما تحت أقدامنا في النار ، وهو الدرك الأسفل . وقالوا ذلك حقدا عليهم وانتقاما منهم . .
وقوله : ( ^ ليكونا من الأسفلين ) أي : أسفل منا في النار وأشد منا في العذاب . .
وأما قوله : ( ^ ربنا أرنا ) قيل معناه : أعطنا ، وقيل معنى قوله : ( ^ أرنا ) أي : دلنا عليهما ، وهو الأولى . وعن السدى قال : ما من كافر يدخل النار إلا وهو يلعن إبليس ؛ لأنه أول من سن الكفر ، وما من عاص يدخل النار إلا ويلعن قابيل ؛ لأنه أول من سن المعصية . .
قوله تعالى : ( ^ إن الذين قالوا ربنا الله ثم استقاموا ) وروى عن أبي بكر الصديق رضي الله عنه أنه قال : استقاموا أي لم يشركوا بالله شيئا ، وعن عمر رضي الله عنه قال : لم يروغوا روغان الثعالب . ومن المعروف أن الاستقامة [ هي ] طاعة الله ، وأداء فرائضه ، واتباع سنة نبيه محمد .