@ 473 @ .
( ^ ولو أن للذين ظلموا ما في الأرض جميعا ومثله معه لافتدوا به من سوء العذاب يوم القيامة وبدا لهم من الله ما لم يكونوا يحتسبون ( 47 ) وبدا لهم سيئات ما كسبوا وحاق بهم ما كانوا به يستهزئون ( 48 ) فإذا مس الإنسان ضر دعانا ثم إذا خولناه نعمة منا قال إنما أوتيته على علم بل هي فتنة ولكن أكثرهم لا يعلمون ( 49 ) قد قالها الذين ) * * * * * * .
قوله تعالى : ( ^ ولو أن للذين ظلموا ما في الأرض جميعا ومثله معه لافتدوا به ) قد بينا هذا من قبل ، وقد ثبت عن النبي : ' أن الله تعالى يقول يوم القيامة للكافر : أرأيت لو كان لك ملء الأرض ذهبا ، أكنت مفتديا بها ؟ فيقول : نعم . فيقول الله تعالى : سألتك أهون من ذلك وأنت في صلب أبيك أن لا تشرك بي شيئا ؛ فأبيت إلا أن تشرك بي ' . .
وقوله : ( ^ من سوء العذاب يوم القيامة ) أي : من العذاب القبيح والشديد يوم القيامة ، وقوله : ( ^ وبدا لهم من الله ما لم يكونوا يحتسبون ) أي : ظهر لهم من الله ما لم يأملوه ، ولم يكن في حسابهم وظنهم ، وروى أن محمد بن المنكدر جزع عند الموت ؛ فسئل عن ذلك ؛ فقال : أخشى أن يبدو لي من الله ما لم أحتسب . .
وقوله : ( ^ وبدا لهم سيئات ما كسبوا ) أي : ظهر لهم مساوئ أعمالهم . وقوله : ( ^ وحاق بهم ما كانوا به يستهزئون ) أي : نزل بهم جزاء ما كانوا به يسخرون . .
قوله تعالى : ( ^ فإذا مس الإنسان ضر ) أي : شدة وبلية ، وقوله : ( ^ دعانا ) أي : طلب منا كشفه ، وقوله : ( ^ ثم إذا خولناه نعمة منا ) أي : أعطيناه نعمة منا . .
وقوله : ( ^ قال إنما أوتيته على علم ) أي : أعطيته على علم أي : لعلمي وجهدي ، ويقال : أعطيته على علم الله منه - جل جلاله - أني أهل لما أعطانيه ، ويقال : على شرف مني وكرامة لي . .
وقوله : ( ^ بل هي فتنة ) أي : اختبار وبلية ، وقوله : ( ^ ولكن أكثر الناس لا يعلمون ) أي : لا يعلمون أن ما نعطي من النعمة اختبار وبلية .