@ 406 @ .
( ^ بنيانا فألقوه في الجحيم ( 97 ) فأرادوا به كيدا فجعلناهم الأسفلين ( 98 ) وقال إني ذاهب إلى ربي سيهدين ( 99 ) رب هب لي من الصالحين ( 100 ) فبشرناه بغلام حليم ) * * * * * * * * * * * * .
وقال ابن عباس : بنوا موضعا وجعلوا حوائطه من حديد ، طوله في السماء ثلاثون ذراعا ، وعرضه عشرون ذراعا . .
وقوله : ( ^ فألقوه في الجحيم ) الجحيم كل موضع عظمت فيه النار وكثرت ، ويقال : الجحيم نار على نار ، وجمر على جمر . .
وقوله : ( ^ فأرادوا به كيدا ) كيدهم : هو قصدهم إحراقه بالنار ، وقوله : ( ^ فجعلناهم الأسفلين ) أي : المهلكين ، وقيل : الأسفلين في الحجة ، كان حجة إبراهيم عليهم ، وظهرت عليهم . .
قوله تعالى : ( ^ وقال إني ذاهب إلى ربي سيهدين ) . .
في القصة : أن إبراهيم عليه السلام لما ألقي في النار ؛ قال حين ألقي : حسبي الله ونعم الوكيل ؛ فجعل الله النار عليه بردا وسلاما ، قال كعب : لم تحرق شيئا منه إلا وثاقه ، وفي القصة : أن نمروذ اطلع عليه فرآه في روضة خضراء عن يمينه شخص ، وكان هو جبريل عليه السلام وعن يساره فراش من حرير أنزله الله عليه من الجنة . .
وقوله : ( ^ وقال إني ذاهب إلى ربي ) فيه قولان : أحد القولين : أنه قال بعد أن خرج من النار ، وأمره الله بالهجرة إلى الشام . .
والقول الآخر : أنه قال هذا قبل أن [ يلقى ] في النار ، وكان عنده أنه إذا ألقي في النار هلك ، ولم يتخلص منها ؛ فقال هذا القول إني ذاهب إلى ربي . .
وقوله : ( ^ سيهدين ) على هذا القول معناه : إلى طريق الجنة ، وعلى القول الأول سيهدين أي : سيرشدني إلى الموضع الذي أمرت بالهجرة إليه . .
وقوله تعالى : ( ^ رب هب لي من الصالحين ) أي : هب لي ولدا صالحا من الصالحين ، قوله تعالى ( ^ فبشرناه بغلام حليم ) أي : غلام حليم في صغره ، عليم في