@ 400 @ .
( ^ المصدقين ( 52 ) أئذا متنا وكنا ترابا وعظاما أئنا لمدينون ( 53 ) قال هل أنتم مطلعون ( 54 ) فاطلع فرآه في سواء الجحيم ( 55 ) قال تالله إن كدت لتردين ( 56 ) ولولا نعمة ربي لكنت من المحضرين ( 57 ) أفما نحن بميتين ( 58 ) إلا موتتنا الأولى وما نحن بمعذبين ( 59 ) إن هذا لهو الفوز العظيم ( 60 ) لمثل هذا فليعمل العاملون ( 61 ) ) * * * * * * * * * .
وقوله : ( ^ يقول أئنك لمن المصدقين ) أي : المصدقين بالبعث . .
وقوله : ( ^ أئذا متنا وكنا ترابا وعظاما أئنا لمدينون ) هذا قول قرينه ، وقوله : ( ^ لمدينون ) أي : محاسبون ، وقيل : مجزيون ، يقال : كما تدين تدان . .
قوله تعالى : ( ^ قال هل أنتم مطلعون ) اختلف القول في هذا ، فأحد القولين : أن الله تعالى يقول لهم : ( ^ هل أنتم مطلعون ) . .
والآخر : أن هذا المؤمن يقول لإخوانه من أهل الجنة هل أنتم مطلعون ؟ .
قوله تعالى : ( ^ فاطلع فرآه في سواء الجحيم ) أي : في وسط الجحيم ، وإنما سمي وسط الشيء سواء لاستواء الجوانب منه . .
قوله تعالى : ( ^ قال تالله إن كدت لتردين ) أي : لتهلكني ، يقال : كاد يفعل كذا أي : قارب ، وقرأ ابن مسعود : ' إن كدت لتغويني ' من الإغواء . .
قوله تعالى : ( ^ ولولا نعمة ربي لكنت من المحضرين ) أي : ولولا رحمة ربي لكنت من المحضرين النار أي : الذين دخلوا النار . .
قوله تعالى : ( ^ أفما نحن بميتين إلا موتتنا الأولى وما نحن بمعذبين ) فيقال : أجيبونا فلا يجيبون لاستغراقهم في العذاب ، يقولون : ( ^ إن هذا لهو الفوز العظيم ) وعن بعضهم : ' أنه يجاء بالموت على صورة كبش فيذبح على ما ورد به الخبر ' ، فحينئذ يقولون : أفما نحن بميتين إلا موتتنا الأولى على طريق الإقرار والتعجب والسرور بذلك . .
( ^ لمثل هذا فليعمل العاملون ) أي : لمثل هذا المنزل ، ولمثل هذا النعيم ، فليعمل