@ 328 @ .
( ^ ليالي وأياما آمنين ( 18 ) فقالوا ربنا باعد بين أسفارنا وظلموا أنفسهم فجعلناهم ) * * * * باركنا فيها ( هي ) الشام ، ومعنى القرى الظاهرة أي : المتصلة ، وقيل : ظاهرة يعني : [ للرائي ] ، على معنى أنهم كانوا إذا نزلوا بقرية رأوا قرية أخرى . .
وقوله : ( ^ وقدرنا فيها السير ) أي : السير أي : قدرنا سيرهم بين هذه القرى ، والمعنى : أنهم كانوا إذا غدوا يقيلون بقرية ، وإذا رجعوا يبيتون بقرية . وقيل : تقدير السير أن سيرهم كان في الرواح والغدو على قدر نصف يوم ، فكانوا إذا ( جازوا ) نصف يوم وصلوا إلى قرية ذات مياه وأشجار . قال قتادة : كانوا لا يحتاجون أن يحملوا زادا . وقال أيضا : كانت المرأة تضع مكتلها على رأسها ، وتمر تحت الأشجار فيمتلئ المكتل من الثمار من غير اجتناء . .
وقوله : ( ^ سيروا فيها ليالي وأياما آمنين ) أي : قلنا لهم سيروا فيها بالليالي والأيام آمنين من الخوف والجوع والظمأ ، ومعنى قوله : ( ^ سيروا ) أي : مكناهم من السير . ويقال : إن معنى قوله : ( ^ سيروا ) أي : يسيرون ، أمر بمعنى الخبر ، ومعناه : يسيرون فيها ليالي وأياما آمنين ، وعلى ما ذكرنا . .
قوله تعالى : ( ^ فقالوا ربنا باعد بين أسفارنا ) وقرئ : ' بعد بين أسفارنا ' بغير ألف ، وقرأ يحيى بن يعمر : ' ربنا باعد بين أسفارنا ' بنصب العين والدال ، فعلى القراءة المعروفة معنى الآية سؤال ، وعلى القراءة الشاذة معنى الآية على وجه الخبر . قال مجاهد : بطروا النعمة وسأموا الراحة . ومثله عن ابن عباس فقالوا : [ ربنا ] بعد بين القرى لنركب الرواحل ، ونحمل الأزواد في الفلوات ، وهذا مثل قول بني إسرائيل : ( ^ وإذ قلتم يا موسى لن نصبر على طعام واحد ) الآية . وأما القراءة الشاذة فكأنهم استبعدوا القريب على ما يفعله الجهلة . .
وقوله : ( ^ وظلموا أنفسهم ) أي : بترك الشكر .