@ 292 @ .
( ^ عليكم وملائكته ليخرجكم من الظلمات إلى النور وكان بالمؤمنين رحيما ( 43 ) ) * * * * أن المراد بالذكر الكثير هو الصلوات الخمس ، والثاني : أن المراد بالذكر الكثير هو التسبيح والتحميد والتهليل والتكبير وأشباهها ، وهذه الأذكار هي التي لا يمنع منها مسلم بجنابة ولا حدث ولا بغير ذلك . وقال بعضهم : الذكر الكثير يكون بالقلب ، وهو الذكر الذي يستديم به طاعة الله ، وينتهي به عن معصيته . .
وقوله : ( ^ وسبحوه بكرة وأصيلا ) أي : صلوا لله بكرة وأصيلا ، والأصيل : ما بين العصر والمغرب ، ويقال : صلاة الأصيل هي الظهر والعصر والمغرب والعشاء الآخرة . .
قوله تعالى : ( ^ هو الذي يصلي عليكم وملائكته ) اختلفوا في معنى ( الصلوات ) من الله تعالى ؛ قال أبو العالية : هو الثناء من الله على عباده ، ( وعن ) بعضهم : إشاعة الذكر الجميل لهم ، وأشهر الأقوال : ان الصلاة من الله تعالى بمعنى الرحمة والمغفرة ، وأما صلاة الملائكة بمعنى الاستغفار للمؤمنين . وذكر الحسن البصري : أن بني إسرائيل قالوا لموسى عليه السلام : أيصلي ربك ؟ فذكر موسى ذلك لله تعالى ؛ فقال الله تعالى : إني أصلي ، وصلواتي أن رحمتي سبقت غضبي ' . .
وفي بعض التفاسير : أن الله تعالى لما أنزل قوله تعالى : ( ^ إن الله وملائكته يصلون على النبي ) قالت الصحابة : يا رسول الله ، هذا لك ! فما لنا ؟ فأنزل الله تعالى : ( ^ هو الذي يصلي عليكم وملائكته ) . .
وقوله : ( ^ ليخرجكم من الظلمات إلى النور ) أي : من ظلمة الضلالة إلى نور الهداية ، ومن ظلمة الكفر إلى نور الإيمان ، وقيل : من ظلمة النار إلى نور الجنة . .
وقوله : ( ^ وكان بالمؤمنين رحيما ) يعني : لما حكم لهم من السعادة .