@ 264 @ .
( ^ المؤمنون وزلزلوا زلزالا شديدا ( 11 ) وإذ يقول المنافقون الذين في قلوبهم مرض ما وعدنا الله ورسوله إلا غرورا ( 12 ) وإذ قالت طائفة منهم يا أهل يثرب لا مقام لكم ) * * * * .
قال الشاعر : .
( أقلى اللوم عاذل والعتابا % وقولي إن أصبت لقد أصابا ) .
أي : أقلى يا عاذلي اللوم والعتاب . .
قوله تعالى : ( ^ هنالك ابتلى المؤمنون ) هنالك في اللغة للبعيد ، وهنا للقريب ، وهناك للوسط ، ومعنى هنالك ها هنا أي : عند ذلك ابتلي المؤمنون . .
وقوله : ( ^ وزلزلوا زلزالا شديدا ) أي : حركوا حركة شديدة ، وقرئ : ' زلزالا ' بفتح الزاي ، والأشهر بكسر الزاي ' زلزالا ' ، وهو الأصح في العربية . ومن الأخبار المشهورة : أن رجلا قال لحذيفة رضي الله عنه : رأيت رسول الله وصحبته ، والله لو رأيناه حملناه على أعناقنا . فقال حذيفة : أخبرك أيها الرجل أنا كنا مع رسول الله في غزوة الخندق ، فبلغ بنا الجهد والجوع والخوف ما الله به أعلم ، فقال رسول الله من منكم يذهب فيأتي بخبر القوم ، والله يجعله رفيقي في الجنة ؟ فما أجابه منا أحد من شدة الأمر ، ثم قال ثانيا ، فما أجابه منا أحد ، ثم قال ثالثا ، فما أجابه منا أحد فقال : يا حذيفة ، فلم أستطع أن لا أجيب فجئته ، فقال : اذهب وأتنى بخبر القوم ، ولا تحدثن أمرا حتى تأتيني ، ودعاني فذهبت ، وأتيته بخبر القوم في قصة . . ' . .
وإنما أراد حذيفة بهذه الرواية أن لا يتمنى ذلك الرجل ما لم يدركه ، فلعله لا يصبر على البلوى إن أدركته . .
قوله تعالى : ( ^ وإذ يقول المنافقون والذين في قلوبهم مرض ما وعدنا الله ورسوله إلا غرورا ) اختلفوا في القائل لهذا القول ، قال بعضهم : هو أوس بن قيظي ، وقال