@ 210 @ .
أما [ ما ] ذكره ابن المبارك فهو مجرد تخصيص ، وليس عليهم دليل ، وأما ما ذكره محمد بن الحسن فهو إثبات النسخ في الأخبار ، والأخبار لا يرد عليها النسخ ، والصحيح في معنى الآية والخبر أن معنى الفطرة هو أن كل إنسان يولد على أنه متى سئل : من خلقك ؟ فيقول : الله خلقني ، هو المعرفة التي تقع في أصل الخلقة . .
قال أبو ( عبيد ) الهروي : وهو معرفة الغريزة والطبيعة ، وإلى هذا وقعت الإشارة في قوله : ( ^ ولئن سألتهم من خلقكم ليقولون الله ) وبهذا القدر لا يحصل الإيمان المأمور به ، فالناس خلقوا على هذه الفطرة ، وأما حقيقة الإيمان وحقيقة الكفر فالناس من ذلك على قسمين على ما ورد به الكتاب والسنة . قال الزجاج والنحاس : وهذا قول أهل السنة . وهذا القول اختيار ابن قتيبة أيضا . .
وقوله : ( ^ لا تبديل لخلق الله ) على هذا القول أي : لا أحد يرجع إلى نفسه إلا ويعلم أن له إلها وخالقا . .
والقول الثاني في الآية : هو أن فطرة الله هاهنا بمعنى دين الله ، فالخلق يولدون على العهد الذي أخذ عليهم يوم لميثاق ، وهو فطرة الله ، وهذا القول حكي عن الأوزاعي وحماد بن سلمة . .
وقد ورد في الخبر الذي روينا ، وهو قوله : ' كل مولود يولد على افطرة فأبواه يهودانه وينصرانه كما تنتج البهيمة بهيمة هل تحسون فيها من جدعاء ' ؟ ! قال : اقرءوا إن شئتم : ( ^ فطرة الله التي فطر الناس عليها ) . .
قال رضي الله عنه : أخبرنا بهذا الحديث على الفظ محمد بن . عبد الله بن محمد ابن أحمد ، قال : أخبرنا أبو سهل عبد الصمد بن عبد الرحمن البزار ، أخبرنا الغدافري ، أخبرنا الدبري ، عن عبد الرزاق ، عن معمر ، عن الزهري ، عن سعيد بن المسيب ، عن أبي هريرة ، عن النبي . . الحديث .