@ 172 @ .
( ^ وأصحاب السفينة وجعلناها آية للعالمين ( 15 ) وإبراهيم إذ قال لقومه اعبدوا الله ) * * * * * * .
وروى أنه كان له بيت من شعر ، وكان [ يقال ] له : لو بنيت بيتا من طين ، فكان يقول : أموت غدا ، أو أموت بعد غد . فخرج من الدنيا على ذلك ، ولم يبن بيتا . فإن قيل : قوله : ( ^ فلبث فيهم ألف سنة إلا خمسين عاما ) أيش فائدة الاستثناء في هذه الآية ؟ . .
وهلا قال : فلبث فيهم تسعمائة وخمسين عاما ؟ والجواب عنه : أن فائدة الاستثناء هو التأكيد ؛ فإن العرب إذا قالت : جاءني اخوتك ، يجوز أن تريد به جميع الاخوة ، ويجوز أن تريد به الأكثر ، فإذا قال : جاءني اخوتك إلا زيدا فتعلم قطعا أنه جاء كل الاخوة إلا زيدا ، فقد أفاد الاستثناء التأكيد من هذا الوجه ، وقد قال بعضهم : قد كان الله تعالى جعل عمر نوح ألف سنة ، فاستوهب بعض بنيه منه خمسين عاما فوهبها له ، ثم لما لما بلغ الأجل طلب تمام الألف فلم يعط ، فذكر الله تعالى بلفظ الاستثناء ليدل على أن النقص كان من قبله ، وهذا قول غريب . .
وقوله : ( ^ فأخذهم الطوفان ) الطوفان : كل شئ كثير يطيف بالجماعة مثل : غرق ، أو موت ، أو غير ذلك . قال الراجز : .
( أفناهم طوفان موت جارف % ) .
وقوله : ( ^ وهم ظالمون ) أي : مشركون . .
قوله تعالى : ( ^ فأنجيناه وأصحاب السفينة ) قد بينا عدد من كان في السفينة . .
وقوله : ( ^ وجعلناها آية للعالمين ) أي : جعلنا عقوبتنا إياها بالغرق آية للعالمين ، ويقال : جعلنا السفينة آية للعالمين ، فإنها كانت ملقاه على الجودى مدة ( مديدة ) . .
قوله تعالى : ( ^ وإبراهيم ) معناه : وأرسلنا إبراهيم ( ^ إذ قال لقومه اعبدوا الله واتقوه ) أي : أطيعوا الله واحذروا معصيته .