@ 170 @ .
( ^ وليعلمن المنافقين ( 11 ) وقال الذين كفروا للذين آمنوا اتبعوا سبيلنا ولنحمل خطاياكم وما هم بحاملين من خطاياهم من شئ إنهم لكاذبون ( 12 ) وليحملن أثقالهم وأثقالا مع أثقالهم وليسألن يوم القيامة عما كانوا يفترون ( 13 ) ولقد أرسلنا نوحا إلى قومه ) * * * * * * آمنوا أي : وفوا بما عهدوا ، وحققوا أقوالهم بأفعالهم ، وأما المنافقون خالفوا أقوالهم بأفعالهم . .
قوله تعالى : ( ^ وقال الذين كفروا للذين آمنوا ) روى أن أبا سفيان وذويه قالوا للذين أسلموا : اتبعوا سبيلنا أي : الطريق الذي نحن عليه . .
وقوله : ( ^ ولنحمل خطاياكم ) أي : ونحن نحمل خطاياكم إن خفتم من عقوبته ، فنحن كفلا بكم ، ونتحمل عنكم العقوبة . .
وقوله : ( ^ وما هم بحاملين من خطاياهم من شئ إنهم لكاذبون ) يعني : في ضمان تحمل الخطايا . .
قوله تعالى : ( ^ وليحملن أثقالهم ) أي : أوزارهم ، والأوزار : الذنوب . .
وقوله : ( ^ وأثقالا مع أثقالهم ) أي : أوزارا مع أوزارهم . .
فإن قيل : كيف يستقيم هذا ، والله تعالى قال في آية أخرى : ( ^ ولا تزر وازرة وزر أخرى ) ؟ والجواب عنه : أن معنى قوله : ( ^ وأثقالا مع أثقالهم ) أي : إثم دعائهم إلى ترك الإيمان ، ويقال : إن الأشراف فيهم [ يحملون ] ذنوب الأتباع ؛ لأنهم سنوا لهم الضلالة ودعوهم إليها . وقد روى عن النبي أنه قال : ' من دعا إلى ضلالة فاتبع عليها ، فعليه وزر من اتبعه من غير أن ينقص من أوزارهم شئ ' . .
وروى أبو أمامة الباهلي عن النبي أنه قال : ' يؤتى بعبد يوم القيامة وقد ظلم هذا ، وشتم هذا ، وأخذ مال هذا ، فتؤخذ حسناته ويعطون ، فيقال : يا رب ، قد بقي