@ 159 @ .
قوله تعالى : ( ^ فخسفنا به وبداره الأرض ) وفي بعض التفاسير : أن قارون قال لموسى : سلمنا لك النبوة ، فما بال الحبورة ولهارون ؟ وإذا كان لك النبوة ، ولهارون الحبورة فمالي ؟ فقال موسى : إني لم أعطه الحبورة ، ولكن الله تعالى أعطاه الحبورة ، فقال : لا أصدقك على ذلك حتى تريني آية ، فأمر موسى حتى جمعوا عصيهم ، وقال : من اخضرت عصاه فالحبورة له ، فاخضرت عصا هارون ، وجعلت تهتز من بين العصى ، فقال قارون : هذا من سحرك ، وليس هذا بأول سحر أتيت به ، فحينئذ دعا الله موسى على قارون . .
وروى أنه لما واضع المرأة البغي حتى ادعت على موسى أنه زنا بها ، أو دعاها إلى الفاحشة ، غضب موسى ودعا الله تعالى . وفي بعض القصص : أنه كان مع قارون قوم كثير من بني لاوى ، فجاء موسى إليهم ، وقال : إن الله بعثني إلى قارون كما بعثني إلى فرعون ، فمن أرادني فليعتزله ، فاعتزل منه جميع قومه إلا [ رجلين ] بقيا معه من بني أعمامه ، ثم إن موسى خاطب الأرض ، وقال : خذيهم ، فأخذت الأرض بأقدامهم ، ثم قال : خذيهم ، فأخذت إلى ركبهم ، ثم قال : خذيهم : فأخذت إلى حقوهم ، ثم قال : خذيهم ، فأخذت إلى أعناقهم . .
وفي التفسير : أن قارون في كل ذلك يستغيث بموسى وينشده والرحم ، ويقول : ارحمني ، ثم قال : خذيهم ، فأطبقت الأرض عليهم . .
قال قتادة : فهم يذهبون في الأرض كل يوم قامة إلى يوم القيامة . .
وعن ابن عباس أن الله تعالى قال لموسى : ما أقسى قلبك ؛ استغاث بك عبدي ، فلم تغثه ، ولو استغاث بي مرة لأغثته . .
وفي بعض الآثار : لا أجعل الأرض بعدك طوعا لأحد . .
وذكر أبو الحسين بن فارس في تفسيره : أن الأرض لما أخذت قارون إلى عنقه نزع موسى نعليه ، وضرب بهما وجهه ، وقال : اذهبوا بني لاوى ، وأطبقت بهم الأرض .