@ 157 @ .
( ^ أهلك من قبله من القرون من هو أشد منه قوة وأكثر جمعا ولا يسأل عن ذنوبهم المجرمون ( 78 ) فخرج على قومه في زينته قال الذين يريدون الحياة الدنيا يا ليت لنا ) * * * * * * .
وفي تفسير النقاش : أن موسى - عليه السلام - علم يوشع بن نون ثلث الكيمياء ، وعلم قارون ثلث الكيمياء ؛ وعلم هارون ثلث الكيمياء ؛ فكثر بذلك ماله . والقول الثالث : على علم عندي بوجوه المكاسب والتصرفات . .
وعن عطاء بن أبي رباح أن قارون وجد كنزا ليوسف ، فكان ماله من هذا الوجه . .
وقوله : ( ^ أو لم يعلم أن الله قد أهلك من قبله من القرون من هو أشد منه قوة وأكثر جمعا ) أي : للمال . .
وقوله : ( ^ ولا يسأل عن ذنوبهم المجرمون ) أي : يوم القيامة ، فإن قال قائل : قد قال تعالى : ( ^ فوربك لنسألنهم أجمعين ) وأمثال هذا من الآيات ، وهاهنا قال : ( ولا يسأل عن ذنوبهم المجرمون ) فكيف وجه التوفيق بين الآيتين ؟ والجواب إنا بينا أن في القيامة مواقف ؛ ففي موقف يسألون ، وفي موقف لا يسألون ، ويقال : لا يسألون سؤال استعلام ، وإنما يسألون سؤال تقريع وتوبيخ ، ويقال : لا يسألون سؤال من له عذر في الجواب ، وإنما يسألون على معنى إظهار قبائحهم ليفتضحوا على رءوس الجمع . .
وعن قتادة قال : الكافر لا يحاسب ، بل يؤمر به إلى النار من غير حساب ولا سؤال . وقال بعضهم : ولا يسأل عن ذنوبهم المجرمون ؛ لأنهم يعرفون بسيماهم ، قال الله تعالى ، ( ^ يعرف المجرمون بسيماهم ) . .
قوله تعالى : ( ^ فخرج على قومه في زينته ) الزينة بهجة الدنيا ونضارتها ، وعن إبراهيم النخعي قال : خرج قارون وقومه في ثياب حمر وصفر . وعن مقاتل قال : خرج على بغلة شهباء ، عليها سرج من ذهب ، وللسرج مثبرة من أرجو ، ومعه أربعة آلاف من الخيل عليها الفرسان ، قد تزينوا بالأرجوانات ، ومعه ثلثمائة جارية بيض على