@ 155 @ .
( ^ من قوم موسى فبغى عليهم وآتيناه من الكنوز ما إن مفاتحه لتنوء بالعصبة أولي القوة إذ ) * * * * * * والعلو . ومن المعروف في التفاسير : أن قارون كان أقرأ رجل من بني إسرائيل للتوراة ، وكان حسن الصوت ، ثم إنه نافق ؛ فروى أنه قال لموسى : أنت أخذت النبوة ، وهارون أخذ المذبح والحبورة ، فأيش لي ؟ .
وفي القصة : أنه أعطى امرأة بغيا من بني إسرائيل ألفي درهم ، وطلب منها أن تأتي نادي بني إسرائيل ، وموسى فيهم ، فتدعي عليه أنه زنا بها ، ومنهم من قال : تدعي عليه أنه دعاها إلى نفسه ، فجاءت وادعت عليه ذلك . وروى أنها خافت ، وأخبرت أن قارون أعطاها مالا لتدعي ذلك . وفي الرواية الأولى : أنها لما ادعت على موسى ذلك تغير موسى تغيرا شديدا ، وقال لها : بالذي أنزل التوراة وفلق البحر اصدقي ، فحينئذ خافت ، وذكرت الأمر على وجهه ، فدعا الله تعالى موسى على قارون ، فسلطه الله تعالى عليه ، وجعل الأرض طوعا له على ما سنذكره . .
وقوله : ( ^ وآتيناه من الكنوز ما إن مفاتحه ) فيه قولان : أحدهما : خزائنه ، وهو مثل قوله تعالى : ( ^ وعنده مفاتح الغيب ) أي : خزائن الغيب ، والثاني : أن المفاتح هو مقاليد الخزائن . وعن بعضهم : أن كل مفتاح كان على قدر أصبع ، وكان يحملها ستون بغلة ، وقيل : أربعون بغلة ، ويقال : أربعون رجلا ، وقوله ( ^ لتنوء ) أي : تثقل العصبة . قال أبو عبيدة : هذا من المقلوب ، وتقديره : ما إن العصبة لتنوء بها . يقال : ناء فلان بكذا أي : نهض به مثقلا ، ويقال معناه : لتنوء بالعصبة . .
وأما العصبة ففيها أقاويل : أحدها : أنهم سبعون رجلا ، والآخر : أربعون رجلا ، وقال بعضهم : من العشرة إلى الأربعين ، وقال بعضهم : ستة أو سبعة ، وقال بعضهم : عشرة ؛ لأن إخوة يوسف قالوا : ونحن عصبة ، وقد كانوا عشرة . والعصبة في اللغة هم القوم الذين يتعصب بعضهم ببعض . .
وقوله : ( ^ بالعصبة أولى القوة ) أي : أولى الشدة .