@ 136 @ .
( ^ موسى الأجل وسار بأهله آنس من جانب الطور نارا قال لأهله امكثوا إني آنست نارا ) * * * * * * شعيب العصا إلى موسى ، وخرج موسى بالعصا ، ثم إن الشيخ ندم فذهب في أثره ، وطلب منه أن يرد العصا إليه ، وأبى موسى ، فقالا : نتحاكم إلى أول من يلقانا ، فلقيهما ملك في صورة رجل ، ( فحكم بأن يطرح ) العصا ، فمن أطاق حملها فهي له ، فطرح موسى العصا ، فجاء شعيب ليأخذها فلم يطق حملها ، وجاء موسى فأخذها وذهب بالعصا . أورد هذا وهب وابن إسحاق وغيرهما . .
قوله تعالى : ( ^ فلما قضى موسى الأجل وسار بأهله ) في القصة : أن موسى لما أتم الأجل وسلم شعيب ابنته إليه ، قال موسى للمرأة : اطلبي من أبيك ليجعل بعض الغنم لنا ، فطلبت من أبيها ذلك ، فقال شعيب : كل ما ولدت هذا العام على غير شيتها ، وقيل : كلما ولدت بلقاء فهي لكما ، فجاء موسى إلى الماء الذي تشرب منه الغنم ، ووضع العصا في الماء ، وروي أنه كلما شربت شاة من الغنم فجعل يضرب جنبها بالعصا ، فولدت ذلك العام كلها على غير شيتها ، وقال : ولدت بلقاء ، ثم إن موسى عليه السلام استأذن من شعيب ليرجع إلى مصر ، يزور والدته وأخاه ، فأذن له ، فسار بأهله إلى جانب مصر . .
وقوله : ( ^ آنس من جانب الطور نارا ) روي أن موسى كان رجلا غيورا ، وكان يصحب الرفقة بالليل ، ويفارقهم بالنهار ، فلما كانت الليلة التي أراد الله كرامته فيها ، أخطأ الطريق ؛ لأن الظلمة اشتدت واشتد البرد ، وانقطع عن الرفقة فجعل يقدح الزند فلا يورى ، ثم إنه أبصر نارا من قبل الطور ، وكان نورا ولم تكن نارا ، فهو معنى قوله تعالى : ( ^ آنس من جانب الطور نارا ) أي : أبصر . .
وقوله : ( ^ قال لأهله امكثوا إني آنست نارا ) أي : أبصرت نارا .