@ 132 @ .
( كبير ( 23 ) فسقى لهما ثم تولى إلى الظل فقال رب إني لما أنزلت إلي من خير فقير ( 24 ) فجاءته إحداهما تمشي على استحياء قالت إن أبي يدعوك ليجزيك أجر ما ) * * * * * * قتادة . كانتا تسقيان أغنامهما ما تفضل من مياه القوم . وقال بعضهم : لم تسقيا أغنامهما كراهة مزاحمة الرجال . .
وقوله : ( ^ وأبونا شيخ كبير ) لا يقدر على سقي الغنم ، كأنهما جعلتا ذلك عذرا لهما ، وقيل : إنما قالتا ذلك استعطافا لقلب موسى حتى يسقيهما ، قال ابن عباس : وصل موسى أي : ماء مدين وخضرة البقل يرى في أمعائه من الهزال . .
وقوله : ( ^ فسقى لهما ) في القصة : أن القوم رجعوا بأغنامهم ، وغطوا رأس البئر بحجر ، لا يرفعه إلا عشرة نفر ، فجاء موسى ورفع الحجر وحده ، وسقى غنم المرأتين . ويقال : إنه نزع ذنوبا ودعا فيه بالبركة ، فروى منه جميع الغنم . وذكر ابن إسحاق : أن موسى زاحم القوم وأخرهم ، ونحاهم عن رأس البئر وسقى غنم المرأتين . .
وقوله : ( ^ ثم تولى إلى الظل ) يقال : كان ظل شجرة ، ويقال : كان ظل حائط بلا سقف . .
وقوله : ( ^ فقال رب إني لما أنزلت إلي من خير فقير ) أجمع المفسرون على أنه طلب من الله الطعام لجوعه ، قال ابن عباس فلقة خبز ، أو قبضة تمر . وقال سعيد بن جبير : لم يكن على وجه الأرض أكرم منه ، وكان محتاجا إلى شق تمرة . وقال مجاهد : طلب الخبز . وفي بعض الآثار : أن الله تعالى أخرج للخبز بركات السموات والأرض . وعن بعضهم : لولا الخبز ما عبد الله . والعرب تسمي الخبز جابرا ، قال بعضهم شعرا : .
( لا تلوموني ولوموا جابرا % فجابر كلفني الهواجرا ) .
يعني : العمل بالهاجرة . .
قوله تعالى : ( ^ فجاءته إحداهما ) في الآية حذف ، وهو أن المرأتين رجعتا إلى أبيهما ، وأكثر أهل التفسير أن أباهما كان هو : شعيب النبي عليه السلام وقال الحسن البصري : هو رجل ممن آمن بشعيب ، وقال بعضهم : هو ابن أخي شعيب ، فلما