@ 130 @ .
( ^ أن تكون من المصلحين ( 19 ) وجاء رجل من أقصا المدينة يسعى قال يا موسى إن الملأ يأتمرون بك ليقتلوك فاخرج إني لك من الناصحين ( 20 ) فخرج منها خائفا يترقب قال رب نجني من القوم الظالمين ( 21 ) ولما توجه تلقاء مدين قال عسى ربي أن ) * * * * * * .
وقوله : ( ^ قال يا موسى إن الملأ يأتمرون بك ) أي : يتشاورون في قتلك ، وقيل : يأمر بعضهم بعضا بقتلك ، وقيل : إن فرعون قال : أين وجدتموه فاقتلوه . .
وقوله : ( ^ فاخرج إني لك من الناصحين ) أي : من الناصحين لك في الأمر بالخروج ، والنصح للإنسان هو الإشارة عليه بما يصلح أمره ، وقد كان السلف يطلب هذا بعضهم من بعض . قال أبو بكر رضي الله عنه حين خطب : إن أحسنت فأعينوني ، وإن زغت فقوموني . وروي أن رجلا قال لعمر : اتق الله يا عمر ، فأنكر عليه بعضهم ، فقال عمر : دعه ، فما نزال بخير ما قيل لنا هذا . وعن بعضهم أنه قيل له : أتريد أن تنصح ؟ قال : أما سرا فنعم ، وأما جهرا فلا . .
قوله : ( ^ فخرج منها خائفا يترقب ) أي : ينتظر الطلب ، وفي القصة : أن فرعون بعث لطلبه حين أخبر بهربه ، وقال : اركبوا ثنيات الطريق ، فإنه لا يعرف كيف الطريق . .
وروي أنه خرج متوهجا لا يدري أين ذهب ، فبعث الله تعالى ملكا حتى هداه إلى الطريق ، وفي بعض التفاسير : أنه خرج حافيا يعدو ثمان ليال ليس معه زاد ، قال ابن عباس : وهو أول ابتلاء من الله لموسى يسقط خف قدمه ، وجعل يأكل البقل حتى كان يرى خضرته في بطنه . .
وقوله : ( ^ قال رب نجني من القوم الظالمين ) ظاهر المعنى . .
قوله تعالى : ( ^ ولما توجه تلقاء مدين ) أي : قبل مدين . .
وقوله : ( ^ قال عسى ربي أن يهديني ) أي : يرشدني ربي ( ^ سواء السبيل ) أي : وسط الطريق ، ووسط الطريق هو السبيل الذي يوصل إلى المقصود ، ومدين اسم رجل نسبت البلدة إليه ، قال الشاعر في المدائن :