@ 87 @ .
( ^ وقال رب أوزعني أن أشكر نعمتك التي أنعمت علي وعلى والدي وأن أعمل صالحا ترضاه وأدخلني برحمتك في عبادك الصالحين ( 19 ) وتفقد الطير فقال ما * * * * * * * * * * * * * * * * * * * * * * * * * * * * * * * .
وقوله : ( ^ وقال رب أوزعني ) أي : ألهمني . .
وقوله : ( ^ أن أشكر نعمتك التي أنعمت على ) يقال : الشكر انفتاح القلب لرؤية المنة ، ويقال : هو الثناء على الله تعالى بإنعامه . .
قوله : ( ^ وعلى والدي ) أي : أباه داود وأمه آيسا . .
وقوله : ( ^ وأن أعمل صالحا ترضاه ) أي : من طاعتك . .
وقوله : ( ^ وأدخلني برحمتك في عبادك الصالحين ) أي : مع عبادك الصالحين الجنة . .
قوله تعالى : ( ^ وتفقد الطير ) التفقد هو طلب ما قد فقد . .
وقوله : ( ^ ما لي لا أرى الهدهد ) الهدهد طير معروف ، فإن قيل : لم طلبه ؟ والجواب من وجهين : أحدهما : أن الطير كانت تظل سليمان وجنده من الشمس ، فنظر فرأى موضع الهدهد خاليا تصبيه الشمس منه ، فطلب لهذا ، والثاني : ما روى عن ابن عباس أن الهدهد كان يعرف موضع الماء في الأرض ، وكان يبصر الماء فيها كما يبصر في الزجاجة ، وكان يذكر قدر قرب الماء وبعده ، فاحتاج سليمان إلى الماء في مسيره ، فطلب الهدهد لذلك . فروى أن نافع بن الأزرق كان عند ابن عباس وهو يذكر هذا فقال : يا وصاف انظر ما تقول ، فإن الصبي منا يضع الفخ ويحثو عليه التراب ، فيجئ الهدهد فيقع في الفخ . فقال له ابن عباس : إن القدر يحول دون البصر ، وروى أنه قال : إذا جاء القضاء والقدر ذهب اللب والبصر . .
وقوله : ( ^ أم كان من الغائبين ) يعني : أكان من الغائبين ؟ والميم فيه صلة ، كأنه أعرض عن الكلام الأول ، وذكر هذا على طريق الاستفهام ، ويقال : إنه لما قال : ( ^ مالي لا أرى الهدهد ) دخله شك ، فقال : أحاضر هو أم غائب ؟ .