@ 82 @ .
( ^ فضلنا على كثير من عباده المؤمنين ( 15 ) وورث سليمان داود وقال يا أيها الناس * * * * * * * * * * * * * * * * * * * * * * * * * * بصحيفة مختومة فيها جواب المسائل فجمع داود الأحبار والرهبان ، وأحضر سليمان وسأله عن المسائل ، وكانت المسائل العشر أن داود سأل سليمان - صلوات الله عليهما - فقال : ما أقرب الأشياء ؟ وما أبعد الأشياء ؟ وما آنس الأشياء ؟ وما أوحش الأشياء ؟ وما الشيئان القائمان ؟ وما الشيئان المختلفان ؟ وما الشيئان المتباغضان ؟ [ وما الذي إذا استعمل في أول الشيء حمد في آخره ؟ ] وما الذي إذا استعمل في أول الشيء ذم في آخره ؟ فقال : أما أقرب الأشياء فالآخرة ، وأما أبعد الأشياء فالذي فاتك من الدنيا ، وأما آنس الأشياء فجسد فيه روحه ، وأما أوحش الأشياء فجسد لا روح فيه ، وأما الشيئان القائمان فالسماء والأرض ، وأما الشيئان المختلفان فالليل و النهار ، وأما الشيئان المتباغضان فالحياة والموت ، وأما الذي إذا استعمل في أول الشيء حمد في آخره ، فالحلم عند الغضب ، وأما الذي إذا استعمل في أول الشيء ذم في آخره فالحدة عند الغضب ، فلما أجاب سليمان بهذه الأجوبة ، فك الختم عن الصحيفة التي بعثها الله تعالى ، فإذا الأجوبة على وفق ما قال سليمان صلوات الله عليه وسلم . .
وفي هذا الخبر : أن سليمان لما أجاب بهذه الأجوبة سألته الأحبار عن مسألة أخرى فقالوا : ما الشيء الذي إذا صلح صلح الجسد كله ، وإذا فسد فسد الجسد كله ؟ فقال : هو القلب . فقالت الأحبار له : حق لك الخلافة يا سليمان ، فحينئذ استخلفه داود عليه السلام . .
فإن قيل : إذا كان داود استخلفه ، فكيف يستقيم قوله تعالى : ( ^ وورث سليمان داود ) ؟ قلنا : المراد من الإرث هاهنا هو قيامه مقام داود في الملك والنبوة والعلم ، وليس المراد من الإرث الذي يعلم في الأموال ، وهذا مثل قولهم : العلماء ورثة الأنبياء ، والمراد منه ما بينا .