@ 7 @ .
( ^ وأصيلا قل أنزله الذي يعلم السر في السموات والأرض إنه كان غفورا رحيما وقالوا مالهذا الرسول يأكل الطعام ويمشي في الأسواق لولا أنزل إليه ملك فيكون معه نذيرا ) . * * * * * * * * * * * * .
وقوله : ( ^ اكتتبها ) أي : طلب أن تكتب له ؛ لأنه كان لا يكتب . .
وقوله : ( ^ فهي تملى عليه ) أي : تقرأ عليه ، إذ كان لا يكتب حتى تملى عليه ليكتب . .
وقوله : ( ^ بكرة وأصيلا ) أي : غدوة وعشيا . .
( ^ قل أنزله الذي يعلم السر ) أي : الغيب في السموات والأرض ( إنه كان غفورا رحيما ) أي : متجاوزا محسنا . .
قوله تعالى : ( ^ وقالوا ما لهذا الرسول يأكل الطعام ويمشى في الأسواق ) قالوا هذا على طريق الإنكار ، وزعموا أنه إذا كان مثلهم يأكل الطعام ويمشى في الأسواق ، فلا يجوز أن يمتاز عنهم بالنبوة ، وكانوا يقولون : أنت لست بملك ولا ملك ؛ فلست بملك لأنك تأكل الطعام ، ولست بملك لأنك تتسوق وتتبذل ، والملوك لا يتسوقون ولا يتبذلون ، وهذا الذي قالوه كله فاسد ؛ وذلك لأن أكله الطعام لا ينافى النبوة ، ولا مشيه في الأسواق ، فإن أكله الطعام يدل على أنه آدمى محتاج ، ومشيه في الأسواق يدل على أنه متواضع غير متكبر ، وأما اختصاصه بفضلة النبوة من بين الناس فجائز ؛ لأن الله تعالى لم يسو بين الناس ، بل فاضل بينهم . .
وقوله : ( ^ لولا أنزل إليه ملك ) قالوا هذا لأنهم زعموا أن الرسول إن لم يكن ملكا ، فينبغي أن يكون له شريك من الملائكة ، هذا أيضا فاسد ؛ لأنه مجرد تحكم ، ويجوز أن يتفرد الآدمي بالنبوة ولا يكون معه ملك ، ولأن يكون النبي آدميا أولى من أن يكون ملكا ؛ ليفهموا عنه ، ويستأنسوا به . .
وقوله : ( ^ فيكون معه نذيرا ) أي : شريكا . .
وقوله : ( ^ أو يلقى إليه كنز ) يعنى : ينزل عليه كنز من السماء ، أو يظهر له كنز