@ 524 @ ( ^ وتوبوا إلى الله جميعا أيها المؤمنون لعلكم تفلحون ( 31 ) وأنكحوا الأيامى ) * * * * .
وقوله : ( ^ ولا يضربن بأرجلهن ليعلم ما يخفين من زينتهن ) روي أن المرأة كانت تمر على الرجال ، وفي رجلها الخلخال ، وكانت تضرب برجلها ؛ لتسمعهم صوت خلخالها ، فنهين عن ذلك ، فإن قال قائل : أيش في ضرب الخلخال ما يوجب النهي ؟ والجواب عنه : أن فيه استدعاء الميل وتحريك الشهوة . .
وقوله : ( ^ وتوبوا إلى الله جميعا أيها المؤمنون ) فيه قولان : أحدهما : أن المراد منه التوبة من الصغائر ؛ لأنه لمم جميع المؤمنين ، وإنما الصغائر توجد من جميع المؤمنين ، فأما الكبائر فلا ، ومنهم من قال : لا بل الآية عامة في الصغائر والكبائر ، والتوبة هي الندم على [ ما ] سلف ، والإقلاع في الحال ، والعزيمة على ترك العود ، وهذا هو معنى النصوح المقرون بالتوبة المذكور في غير هذا الموضع ، وذكر بعضهم أن الله تعالى أمر المشركين بنفس التوبة مطلقا فقال : ( ^ قل للذين كفروا إن ينتهوا يغفر لهم ما قد سلف ) ، وأمر اليهود والنصارى بالتوبة والإصلاح والبيان ؛ وهو بيان صفة النبي فقال تعالى : ( ^ إلا الذين تابوا وأصلحوا وبينوا ) ، وأمر المنافقين بالتوبة والإصلاح والاعتصام والإخلاص فقال : ( ^ إلا الذين تابوا وأصلحوا واعتصموا بالله وأخلصوا دينهم لله ) ، وقد بينا معنى ذلك من قبل ، وأمر جميع المؤمنين بالتوبة في هذه الآية ، ولا بد لكل إنسان أن يتوب إما من صغيرة أو كبيرة ، وقد ثبت برواية الأغر المزني أن النبي قال : ' أيها الناس ، توبوا إلى الله فإني أتوب كل يوم مائة مرة ' خرجه مسلم في الصحيح .