@ 498 @ ( ^ وأنزلنا فيها آيات بينات لعلكم تذكرون ( 1 ) الزانية والزاني فاجلدوا كل واحد منهما مائة جلدة ) * * * * .
وقوله : ( ^ وأنزلنا فيها آيات بينات ) أي : دلالات واضحات . .
وقوله : ( ^ لعلكم تذكرون ) أي : تتعظون . .
قوله تعالى : ( ^ الزانية والزاني ) قال أهل العلم : إنما بدأ بالمرأة ، لأن رقة القلب عليهن أكثر ، فبدأ بهن لئلا يترك إقامة الحد عليها ، ويكون أمرها لهم ، ومنهم من قال : لأن الشهوة فيهن أكثر ، والزنا نتيجة الشهوة ، وبدأ في حد السرقة بالرجل ؛ لأن القوة والجراءة في الرجال أكثر ، والسرقة نتيجة القوة والجراءة ، وهذا قول حسن . .
وقوله : ( ^ فاجلدوا كل واحد منهما مائة جلدة ) الجلد : ضرب الجلد ، يقال : جلدته إذا ضربت جلده ، وبطنته إذا ضربت بطنه ، وظهرته إذا ضربت ظهره ، وفي الآية قولان : أحدهما : أن الآية عامة في الأبكار والثيب ، فتجلد الثيب مع الرجم . روي عن علي - رضي الله عنه - ' أنه جلد شراحة الهمدانية يوم الخميس مائة ، ورجمها يوم الجمعة ، وقال : جلدتها بكتاب الله ، ورجمتها بسنة رسول الله ' . .
وأما قول عامة العلماء فهو : أن الآية مخصوصة للأبكار ، وأن الثيب يرجم ولا يجلد ، واتفق أهل العلم أن هذه الآية ناسخة ؛ لأن المذكورة في الإمساك في سورة النساء . .
وقد روي عن عبادة بن الصامت - رضي الله عنه - أن النبي نزل عليه الوحي ونحن عنده ، وكان إذا نزل عليه الوحي تغير وجهه ، وصرفنا أبصارنا عنه ، فلما سرى عنه قال : ' لتأخذوا عني فقلنا : نعم يا رسول الله ، فقال : قد جعل الله لهن سبيلا ، الثيب بالثيب الرجم ، والبكر بالبكر جلد مائة وتغريب عام ' .