@ 464 @ ( ^ ( 6 ) فمن ابتغى وراء ذلك فأولئك هم العادون ( 7 ) والذين هم لآماناتهم وعهدهم راعون ( 8 ) والذين هم على صلواتهم يحافظون ( 9 ) أولئك هم ) * * * * وابتغى أي : طلب ، وقوله : ( ^ فأولئك هم العادون ) أي : الظالمون المتجاوزون عن الحلال إلى الحرام ، واستدل العلماء بهذه الآية على أن الاستمناء باليد حرام ، وعن ابن عباس سئل عنه فقال : هو نائك نفسه ، وعن ابن جريج أنه قال : سألت عطاء عنه فقال : هو مكروه ، فقلت أفيه حد ؟ فقال : ما سمعت . وعن سالم بن عبد الله بن عمر أنه سئل عن هذا الفعل فقال : ' أف أف ! سمعت أن قوما يحشرون وأيديهم حبالى ، فأظن أنهم هؤلاء . وعن سعيد بن جبير قال : عذب الله أمة من الأمم كانوا يعبثون بمذاكيرهم . وكرهه مالك والشافعي ، وحكى أبو عاصم النبيل عن أبي حنيفة أنه كرهه ، فإن جعل بين يديه وبين ذكره حريرة قال : لا بأس به ، وذكر النقاش في تفسيره عن عمر بن الخطاب أنه قال : أولئك أقوام لا خلاق لهم . .
وقوله تعالى : ( ^ والذين هم لآمانتهم وعهدهم راعون ) يقال : رعى كذا إذا قام بالمصلحة فيه ، ومنه قوله : ' وكلكم راع ، وكلكم مسئول عن رعيته ' ، ويقال للوالي : هو راع ؛ لأنه يقوم بمصلحة الرعية ، ومعنى قوله : ( ^ راعون ) ها هنا أداء الأمانة والوفاء بالعهد . .
قوله تعالى : ( ^ والذين هم على صلاتهم يحافظون ) قد بينا معنى المحافظة ، وعن ابن مسعود أنه سئل عن المحافظة فقال : حفظ الوقت ، فقيل له : فمن تركها أصلا ؟ قال : ذلك الكفر . وأعاد ذكر الصلاة ها هنا ؛ ليبين أن المحافظة واجبة كما أن الخشوع واجب . .
قوله تعالى : ( ^ أولئك هم الوارثون الذين يرثون الفردوس ) روي الأعمش ، عن أبي صالح ، عن أبي هريرة أن النبي قال : ' ما من أحد إلا وله منزل في الجنة ومنزل في النار ، فإذا دخل النار ورث أهل الجنة منزله ' .