@ 458 @ ( ^ هو اجتباكم وما جعل عليكم في الدين من حرج ملة أبيكم إبراهيم هو سماكم ) * * * * فلا ينساه ، ويشكره فلا يكفره ، وقال بعضهم : حق جهاده : هو أن لا يخل بفرض ما . .
وعن بعض أهل التحقيق قال : حق جهاده هو أن لا يترك جهاد نفسه طرفة عين . وفي بعض الغرائب من الأخبار : أن النبي لما رجع من غزوة تبوك قال : ' رجعنا من الجهاد الأصغر إلى الجهاد الأكبر ' وعنى بالجهاد الأصغر هو الجهاد مع الكفار ، وبالجهاد الأكبر الجهاد مع النفس ، وأنشد بعضهم . .
( يا رب إن جهادي غير منقطع % وكل أرضك لي ثغر وطرسوس ) .
وقوله : ( ^ هو اجتباكم ) أي : اختاركم . .
وقوله : ( ^ وما جعل عليكم في الدين من حرج ) ( فإن قال قائل : في الدين حرج كثير بلا إشكال فما معنى قوله : ( ^ وما جعل عليكم في الدين من حرج ) ) ؟ قلنا : فيه أقول : أحدها : أن الحرج هو الضيق ، ومعنى الآية هاهنا : أنه لا ضيق في الدين بحيث لا خلاص عنه ، فمعناه : أن المذنب وإن وقع في ضيق من معصيته ، فقد جعل الله له خلاصا بالتوبة ، وكذلك إذا حنث في يمينه جعل الله له الخلاص بالكفارة ، والقول الثاني : أن معنى الآية أن الله تعالى لم يكلف نفسا فوق وسعها ، وقد ذكرنا هذا من قبل ، والقول الثالث : أن المراد من الآية أنه إذا كان مريضا فلم يقدر على الصلاة قائما صلى قاعدا ، فإن لم يقدر على الصلاة قاعدا صلى بالإيماء ، ويفطر إذا شق عليه الصوم بسفر أو مرض أو هرم ، وكذلك سائر وجوه الرخص . .
وقوله : ( ^ ملة أبيكم إبراهيم ) فيه قولان : أحدهما : أن الآية خطاب مع العرب ، وقد كان إبراهيم أبا لهم ، والقول الثاني : أن الآية خطاب مع جميع المسلمين ، وجعل