@ 456 @ ( ^ فاستمعوا له إن الذين تدعون من دون الله لن يخلقوا ذبابا ولو اجتمعوا له وإن يسلبهم الذباب شيئا لا يستنقذوه منه ضعف الطالب والمطلوب ( 73 ) ما قدروا الله حق قدره إن الله لقوي عزيز ( 74 ) الله يصطفي من الملائكة رسلا ومن الناس ) * * * * وعن بعض السلف قال : خلق الله تعالى الذباب ليذل ؛ به الجبابرة ، وهو حيوان مستأنس ممتنع ؛ لأنه يستأنس بك فيقع عليك ، ثم إذا أردت أن تأخذه امتنع منه . .
وقوله : ( ^ وإن يسلبهم الذباب شيئا لا يستنقذوه منه ) قال ابن عباس : كانوا يطلون الأصنام بالزعفران ، فإذا جف جاء الذباب واستلب منه شيئا ، فأخبر الله تعالى أن الأصنام لا يستنقذون من الذباب ما استلبه ، وعن السدي : أنهم كانوا يأتون بالطعام ، ويضعون بين يدي الأصنام ، فيجيء الذباب ويقعن عليه ، ويأكلن منه ، فهو معنى قوله تعالى : ( ^ وإن يسلبهم الذباب شيئا لا يستنقذوه منه ) . .
وقوله : ( ^ ضعف الطالب والمطلوب ) ( الطالب الذباب ، والمطلوب الصنم ، ويقال : الطالب الصنم ، والمطلوب ) الذباب . .
وقيل : ( ^ ضعف الطالب والمطلوب ) أي : العابد والمعبود . .
وقوله : ( ^ ما قدروا الله حق قدره ) أي : ما عظموا الله حق عظمته ، ويقال : ما عرفوا الله حق معرفته ، وقيل : ما وصفوا الله حق صفته ، وعن ابن عباس : أن اليهود قالوا : إن الله خلق السموات والأرض في ستة أيام ، واستراح يوم السبت ، فأنزل الله تعالى : ( ^ ما قدروا الله حق قدره ) . .
وقوله : ( ^ إن الله لقوي عزيز ) أي : قوي على ما يريد ، عزيز أي : منيع في ملكه . .
قوله تعالى : ( ^ الله يصطفي من الملائكة رسلا ومن الناس ) أما من الملائكة فهم : جبريل ، وميكائيل ، وإسرافيل ، وملك الموت ، وغيرهم ، وأما من الناس فهم : آدم ، ونوح ، وإبراهيم ، وموسى ، وعيسى ، ومحمد ، وغيرهم صلوات الله عليهم . .
وقوله : ( ^ إن الله سميع بصير ) سميع لأقوال العباد ، بصير بهم . .
قوله تعالى : ( ^ يعلم ما بين أيديهم وما خلفهم ) قد بينا هذا من قبل ، ويقال :