@ 454 @ ( ^ إن الإنسان لكفور ( 66 ) لكل أمة جعلنا منسكا هم ناسكوه فلا ينازعنك في الأمر وادع إلى ربك إنك لعلى هدى مستقيم ( 67 ) وإن جادلوك فقل الله أعلم بما تعملون ( 68 ) الله يحكم بينكم يوم القيامة فيما كنتم فيه تختلفون ( 69 ) ألم تعلم أن الله يعلم ما في السماء والأرض إن ذلك في كتاب إن ذلك على الله يسير ) * * * * .
قوله تعالى : ( ^ لكل أمة جعلنا منسكا ) بفتح السين ، وقرىء : ' منسكا ' بكسرها ، فالمنسك بالكسر موضع النسك ، كالمجلس موضع الجلوس ، وأما المنسك بالفتح هو على المصدر للنسك ، قال الفراء : المنسك بالفتح موضع العبادة ، والمناسك مواضع أركان الحج ، ويقال : المنسك : المذبح ، وعن ابن عباس : منسكا أي : عيدا ، وقيل : منسكا أي : شريعة وملة . .
وقوله : ( ^ هم ناسكوه ) أي : عاملون بها . .
وقوله : ( ^ فلا ينازعنك في الأمر ) منازعتهم أنهم قالوا : أتأكلون مما قتلتموه ، ولا تأكلون مما قتله الله ؟ .
وقال الزجاج : معنى قوله : ( ^ فلا ينازعنك في الأمر ) أي : فلا تنازعهم ، قال : وهذا مستقيم في كل ما لا يكون إلا بين اثنين ، يجوز أن يقال : لا يخاصمنك فلان أي : لا تخاصمه ، ولا يجوز أن يقال : لا يضربنك فلان بمعنى لا تضربه ؛ لأن الضرب إنما يكون من الواحد ، وإنما قال الزجاج هذا ؛ لأن قوله : ( ^ فلا ينازعنك ) إخبار ، وقد نازعوه ، ولا يجوز الخلاف في خبر الله تعالى ، فذكر أن المعنى : فلا تنازعهم ؛ ليكون أمرا لا خبرا ، وقرىء : ' فلا ينزعنك في الأمر ' أي : لا يغلبنك . .
وقوله : ( ^ وادع إلى ربك إنك لعلى هدى مستقيم ) أي : دين مستقيم . .
قوله تعالى : ( ^ وإن جادلوك فقل الله أعلم بما تعملون الله يحكم بينكم . . . ) الآية ظاهر المعنى . .
قوله تعالى : ( ^ ألم تعلم أن الله يعلم ما في السماء والأرض ) معنى قوله : ( ^ ألم تعلم ) أي : قد علمت . .
وقوله : ( ^ إن ذلك في كتاب ) هو اللوح المحفوظ .