@ 407 @ ( ^ بينهم كل إلينا راجعون ( 93 ) فمن يعمل من الصالحات وهو مؤمن فلا كفران لسعيه وإنا له كاتبون ( 94 ) وحرام على قرية أهلكناها أنهم لا يرجعون ( 95 ) حتى إذا فتحت ) * * * * والأمة في أصل اللغة : اسم للجماعة ، وسمى الدين أمة ؛ لأنه يبعث على الاجتماع . .
وقوله : ( ^ وأنا ربكم فاعبدون ) أي : وحدوني ، وحقيقة معنى الآية : أن الملة التي دعوتكم إليها هي ملة الأنبياء قبلكم ، إذ دين الكل واحد ، وهذا في التوحيد ، فأما الشرائع يجوز اختلافها ، ويقال : معنى الآية : أنكم خلق واحد وكونوا على دين واحد . .
قوله تعالى : ( ^ وتقطعوا أمرهم بينهم ) أي : دعوت الخلق إلى دين واحد فتفرقوا ، ويقال : صاروا قطعا متفرقين . .
وقوله : ( ^ كل إلينا راجعون ) أي : من تفرق ، ومن لم يتفرق . .
قوله تعالى : ( ^ فمن يعمل من الصالحات وهو مؤمن فلا كفران لسعيه ) أي : لا جحود لسعيه ، وقيل : لا يخيب سعيه بل يجازى عليه . .
وقوله : ( ^ وإنا له كاتبون ) أي : حافظون ، ويقال : إن معنى الشكر من الله هو المجازاة . .
قوله تعالى : ( ^ وحرام على قرية ) وقرىء : ' وحرم ' قال ابن عباس معنى قوله ( ^ حرام ) أي : واجب ، قال الشاعر : .
( وإن حراما لا أرى الدهر باكيا % على ( شجوة ) إلا بكيت على ( عمرو ) ) .
أي : واجبا ، فمعنى الآية على هذا : أنه واجب على قرية أهلكناها أنهم لا يرجعون إلى الدنيا ، فإن قيل : كيف يوجب عليهم أن لا يرجعوا وليسوا بمحل الإيجاب ولا الإباحة [ ولا ] غيره ؟ .