@ 387 @ ( ^ إلا كبيرا لهم لعلهم إليه يرجعون ( 58 ) قالوا من فعل هذا بآلهتنا إنه لمن الظالمين ) * * * * الجذيذ ، مثل الخفيف والخفاف ، ومعناه : أنه قطعها وكسرها ، أي : جعلها قطعة قطعة ، وكسرة كسرة . .
وفي القصة : أنهم لما مروا إلى عيدهم قالوا له : ألا تخرج معنا ؟ فقال : لا ، إني سقيم ، ومعناه : ما برد بعد ، ثم قال في نفسه : تالله لأكيدن أصنامكم ، فسمعه رجل منهم ، ومروا ولم يبق في البلد أحد ، فجاء إلى بيت أصنامهم ، ومعه فأس ، وكان في البيت اثنان وسبعون صنما ، بعضها من حجر ، وبعضها من فضة ، وبعضها من ذهب ، وغير ذلك ، والصنم الكبير من الذهب ، وهو مكلل بالجوهر ، وعيناه ياقوتتان تتقدان ، وهو على هيئة عظيمة ، فأخذ الفأس ، وكسر الكل إلا الكبير ، فإنه تركه وعلق الفأس في عنقه ، وقيل : ربطه بيده ، فهذا هو كيد الأصنام ، ومعناه : [ أنه ] كادهم على ما يعتقدون فيهم ، فهذا معنى قوله : ( ^ فجعلهم جذاذا إلا كبيرا لهم ) ، وأنشدوا في الجذاذ شعرا : .
( جذذ الأصنام في محرابها % ذاك في الله العلي المقتدر ) .
وقوله : ( ^ لعلهم إليه يرجعون ) فيه قولان : أحدهما : لعلهم عنده يرجعون من الشرك أي : عند هذا الفعل ، والقول الثاني : لعلهم إلى الكبير يرجعون ، ومعناه : أنهم إذا رأوا أمثال الصنم الكبير مقطعة مكسرة ، وعرفوا أنه مثلهم ، ولم يكن عندهم دفع ، عرفوا أنه لا دفع عنده أيضا ، وأما قول من قال : إن معنى الآية : ( ^ لعلهم إليه يرجعون ) : أن الكبير هو الذي فعل بهم ذلك حمية وأنفة ، فهو قول باطل ؛ لأنه لا يدخل في عقل أحد أن الصنم الكبير يكسر الأصنام الصغيرة ، وإنما علق الفأس في عنق الكبير تعييرا لهم وتبكيتا ، وقيل : على طريق إلزام الحجة ، فإن اعتقادهم يوجب هذا ، وهو أن الكبير لا يرضى بالأصنام الصغار مع هو لو كانوا يعقلون . .
قوله تعالى : ( ^ قالوا من فعل هذا بآلهتنا ) فيه تقدير ، وهو أنهم رجعوا ودخلوا على الأصنام ، فلما رأوها قالوا كذلك .