@ 385 @ ( ^ وكفى بنا حاسبين ( 47 ) ولقد آتينا موسى وهارون الفرقان وضياء وذكرا للمتقين ( 48 ) الذين يخشون ربهم بالغيب وهم من الساعة مشفقون ( 49 ) وهذا ذكر مبارك أنزلناه أفأنتم له منكرون ( 50 ) ولقد آتينا إبراهيم رشده من قبل وكنا به عالمين ( 51 ) إذ قال ) * * * * .
قوله تعالى : ( ^ ولقد آتينا موسى وهارون الفرقان ) فيه قولان : أحدهما : أنه التوراة ، والآخر : أنه البرهان الذي فرق به بين حق موسى وباطل فرعون . .
وقوله : ( ^ وضياء ) وقرىء بغير الواو ، فأما بالواو فهو صفة أخرى للتوراة ، إذا حملنا الفرقان على التوراة ، وإن حملناه على البرهان ، فمعناه : أعطيناه البرهان ، وأعطيناه التوراة التي هي ضياء ، فأما بغير الواو فمعنى الفرقان على هذا ليس إلا التوراة ، وقوله : ( ^ وضياء ) صفة لها . .
وقوله : ( ^ وذكرا للمتقين ) أي : تذكيرا للمتقين . .
قوله تعالى : ( ^ الذين يخشون ربهم بالغيب ) إنما قال : ( ^ بالغيب ) ؛ لأن المؤمنين يخشونه ولا يرونه ، فأما هو يراهم وليسوا بغيب عنه . وقوله : ( ^ وهم من الساعة مشفقون ) أي : خائفون . .
قوله تعالى : ( ^ وهذا ذكر مبارك أنزلناه ) قد بينا معنى المبارك ، وقيل : يتبرك به أي : يطلب منه الخير . .
وقوله : ( ^ أفأنتم له منكرون ) مذكور على وجه التوبيخ والذم لإنكارهم . .
قوله تعالى : ( ^ ولقد آتينا إبراهيم رشده من قبل ) في الرشد قولان : أحدهما : أنه الهداية ، والآخر : أنه النبوة . .
وقوله : ( ^ من قبل ) فيه قولان : أحدهما : من قبل البلوغ ، وهو حين خرج من السرب ، وهو صغير ، ونظر إلى النجوم والشمس والقمر فاستدل ، كما ذكرنا في سورة الأنعام ، والقول الثاني : من قبل أي : من قبل موسى وهارون . .
وقوله : ( ^ وكنا به عالمين ) أي : عارفين .