@ 298 @ ( ^ ( 51 ) وناديناه من جانب الطور الأيمن وقربناه نجيا ( 52 ) ووهبنا له من رحمتنا أخاه هارون نبيا ( 53 ) واذكر في الكتاب إسماعيل إنه كان صادق الوعد وكان رسولا نبيا ) * * * * .
وقوله : ( ^ وقربناه نجيا ) قال ابن عباس : أدناه حتى سمع صرير القلم ، وقيل : صريف القلم . وفي رواية : رفعه على الحجب . .
ويقال : قربناه نجيا أي : كلمناه ، والتقريب ها هنا هو التكلم ، وأما النجي فهو المناجي ، وكأن معناه على هذا القول : أن الله يكلمه ، وهو يكلم الله . .
قوله تعالى : ( ^ ووهبنا له من رحمتنا أخاه هارون نبيا ) قال أهل التفسير : إنما سمى نبوة هارون هبة لموسى ؛ لأن موسى كان قال : ( ^ واجعل لي وزيرا من أهلي هارون أخي ) . .
قوله تعالى : ( ^ واذكر في الكتاب إسماعيل ) . الأكثرون أن هذا : إسماعيل بن إبراهيم أبو النبي ، وقال بعضهم : هو إسماعيل بن حزقيل ، نبي آخر ؛ فإن إسماعيل بن إبراهيم توفي قبل إبراهيم . والصحيح هو القول الأول ، وقد كان بعث إلى جرهم [ وهي ] قبيلة ، وأما وفاته قبل إبراهيم لا تعرف . .
وقوله : ( ^ إنه كان صادق الوعد ) قال سفيان : لم يعد الله شيئا من نفسه إلا وفى به ، ومن المعروف أنه وعد إنسانا شيئا فأنتظره ثلاثة أيام في مكان واحد ، فسمي صادق الوعد ، ويقال : انتظره حولا . .
وعن سفيان الثوري أنه قال : إن للكذاب أطرافا ، وأعظم الكذب إخلاف المواعيد ، واتهام الأبرياء . .
وفي بعض الأخبار : ' أن النبي بايع رجلا قبل الوحي ، فقال له ذلك الرجل : مكانك يا محمد ، حتى أرجع إليك ، وذهب ونسي ، ثم مر بذلك المكان بعد ثلاثة أيام ، فوجد النبي جالسا ، فقال له النبي : أتعبتني أيها الرجل ، أنا أنتظرك