@ 257 @ ( ^ قال أرأيتك هذا الذي كرمت علي لئن أخرتن إلى يوم القيامة لأحتنكن ذريته إلا قليلا ( 62 ) ) * * * * .
وروى سعيد بن جبير عن ابن عباس : أن الله بعث إبليس حتى أخذ من الأرض قبضة من التراب ، وكان فيها المالح والعذب فخلق منها آدم ، فمن خلقه من العذب كان سعيدا وإن كان من أبوين كافرين ، ومن خلقه من المالح كان شقيا ، وإن كان من صلب ( بني آدم ) . .
قال ابن عباس فقوله : ( ^ أأسجد لمن خلقت طينا ) أي : أأخضع لمن خلقته من طين ، وأنا جئت به ؟ . .
قوله تعالى : ( ^ قال أرأيتك هذا الذي ) قوله : ' أرأيت ' أي : أخبرني ، والكاف لتأكيد المخاطبة . وقوله تعالى : ( ^ هذا الذي كرمت علي ) أي : كرمته علي وفضلته . .
وقوله : ( ^ لئن أخرتن ) أي : أمهلتني ( ^ إلى يوم القيامة ) فطمع الخبيث أن ينطر إلى يوم القيامة ، وينجو من الموت ، فأبى الله تعالى ذلك عليه ، على ما قال في سورة الحجر : ( ^ فإنك من المنظرين إلى يوم الوقت المعلوم ) . .
وقوله : ( ^ لأحتنكن ذريته ) قالوا : لأستأصلنهم ؛ يقال : احتنك الجراد الزرع إذا استأصله . ومنهم من قال : هو مأخوذ من حنك الدابة إذا شد في حنكها الأسفل حبلا ( رسنا ) يسوقها به . .
ومعناه : لأسوقنهم إلى المعاصي سوقا ، ولأميلنهم إليه ميلا ، وقيل : لأستولين عليهم بالإعواء ، وقيل : لأضلنهم . .
وقوله : ( ^ ذريته ) أولاده ( ^ إلا قليلا ) والقليل هم الذين قال الله تعالى : ( ^ إن عبادي ليس لك عليهم سلطان ) فإن قيل : كيف عرف إبليس أن