@ 227 @ ( ^ أن نهلك قرية أمرنا مترفيها ففسقوا فيها فحق عليها القول فدمرناها تدميرا ( 16 ) ) * * * * بالسمع لا بالعقل ، فإن الله تعالى نص أنه لا يعذب أحدا حتى يبعث الرسول . .
وفي بعض المسانيد عن أبي هريرة أنه قال : إن الله تعالى يبعث يوم القيامة أهل الفترة و [ المعتوه ] والأصم والأبكم والأخرس والشيوخ الذين لم يدركوا الإسلام ( فيؤجج ) لهم نارا ، فيقول : ادخلوها ، فيقولون : كيف ندخلها ، ولم تبعث إلينا رسولا ؟ ! ولو دخلوها لكانت عليهم بردا وسلاما ، فيرسل الله إليهم رسولا ، فيطيعه من علم الله أنه يطيعه ، ويعصيه من علم الله أنه يعصيه ، فيفصل بينهم على ذلك . .
قوله تعالى : ( ^ وإذا أردنا أن نهلك قرية ) أي : أهل قرية ، وقرىء ( ^ أمرنا مترفيها ) والمعروف هذا ، وقرىء : ' آمرنا ' - بالمد - ، ' مترفيها ' وهذل محكي عن علي ، وقرئ ' أمرنا ' بالقصر والتشديد ، وقرئ : ' أمرنا - بكسر الميم - مترفيها ' وهذا محكي عن ابن عباس . .
أما قوله : ( ^ أمرنا ) فيه قولان : أحدهما : معناه أمرناهم بالطاعة ففسقوا وعصوا . .
وهكذا روي عن ابن عباس وجماعة من التابعين منهم ابن جريج وغيره . .
والقول الثاني : أمرنا أي : أكثرنا ، يقال : أمر القوم : إذا كثروا ، قال الشاعر : .
( إن يغبطوا يهبطوا وإن أمروا % يوما يصيروا للهلك والنكد ) .
وأنكر الكسائي أن يكون أمرنا بمعنى أكثرنا ، وقال : هو آمرنا بمعنى أكثرنا ، وهذا هو اللغة الغالبة . .
وأما أبو عبيدة فقال : تقول العرب : أمرنا بمعنى أكثرنا ، وإنما احتجنا إلى هذا التأويل ؛ لأن الله تعالى لا يأمر بالمعاصي . .
وهذا باتفاق الأمة وفي الآية سؤال معروف ، وهو أنه يقال : كيف يأمر مترفيها بالفسق ، والله تعالى يقول : ( ^ إن الله يأمر بالعدل والإحسان ) ، ويقول : ( ^ إن الله