@ 221 @ ( ^ عسى ربكم أن يرحمكم وإن عدتم عدنا وجعلنا جهنم للكافرين حصيرا ( 8 ) إن هذا القرآن يهدي للتي هي أقوم ) * * * * وكان سبب قتله ، أن بغية من بغايا بني إسرائيل طلبت من الملك أن يقتله فقتله ، فلما قتله ، ووقع دمه على الأرض ، جعل يغلي فلا يسكن بشيء ، وسلط الله عليهم عدوهم . .
فقيل : إن العدو في الكرة الثانية كان بخت نصر ، وفي الأولى جالوت . وقيل : إن العدو في المرة الثانية كان ملكا من الروم ، جاء وخرب بيت المقدس ، وقتل المقاتلة ، وسبى الذرية . .
فروي أنه استصعب عليه فتح المدينة ، فقالت عجوز : أيها الملك ، أتريد أن تفتح هذه المدينة ؟ فقال : نعم ، فقالت : قل اللهم إني أستفتحك هذه المدينة بدم يحيى بن زكريا ، فقال هذا القول ، فتساقطت حيطان المدينة ؛ فدخل بالسيف يقتل ، ووصل إلى المكان الذي يغلي فيه دم يحيى . فقال : لأقتلن عليه الناس حتى يسكن الدم ؛ فقتل عليه أربعين ألفا فلم يسكن ، فقتل خمسين ألفا فلم يسكن ، فقتل ستين ألفا فلم يسكن ، فقال : والله لا أزال أقتل عليه حتى يسكن ، فاستكمل سبعين ألفا فسكن ، وقيل : ثمانين ألفا . .
وقوله تعالى : ( ^ عسى ربكم أن يرحمكم وإن عدتم عدنا ) قال مجاهد : عسى من الله واجب . .
وقوله : ( ^ أن يرحمكم ) أي : يرد الدولة إليكم بعد زوالها . وفي القصة : أن الله تعالى رد إليهم الدولة ، وعمر بيت المقدس بعد ما خرب ، [ و ] عاد ملكم على ما كان . .
وقوله : ( ^ وإن عدتم عدنا ) معناه : وإن عدتم إلى المعصية عدنا إلى الانتقام . فروي عن إبراهيم النخعي أنه قال : عادوا إلى المعصية ، فانتقم الله منهم بالعرب ، فهم مقهورون مستذلون إلى يوم القيامة ، وقيل : بمحمد . والقولان متقاربان في المعنى .