@ 204 @ ( ^ من كفر بالله من بعد إيمانه إلا من أكره وقلبه مطمئن بالإيمان ولكن من شرح بالكفر صدرا فعليهم غضب من الله ولهم عذاب عظيم ( 106 ) ذلك بأنهم استحبوا الحياة الدنيا على الآخرة وأن الله لا يهدي القوم الكافرين ( 107 ) أولئك الذين طبع الله على قلوبهم وسمعهم وأبصارهم وأولئك هم الغافلون ( 108 ) لا جرم أنهم في الآخرة هم ) * * * * : الكذب مجانب للإيمان . .
قوله تعالى : ( ^ من كفر بالله من بعد إيمانه ) نزلت الآية في عمار بن ياسر - رضي الله عنه - أخذه المشركون ، وأكرهوه على سب النبي فطاوعهم في بعض القول ، ثم جاء إلى النبي ، فقال له النبي : ' ما وراءك ؟ فقال : شر يا رسول الله ، لم يتركني الكفار حتى نلت منك ، وذكرت آلهتهم بخير ، فقال : وكيف وجدت قلبك ؟ فقال : مطمئنا بالإيمان ؛ فقال : إن عادوا فعد ؛ فأنزل الله تعالى هذه الآية ' وتقدير الآية : من كفر بالله من بعد إيمانه فعليهم غضب من الله ولهم عذاب أليم إلا من أكره ، وقلبه مطمئن بالإيمان ( ^ ولكن من شرح بالكفر صدرا ) فحكمه ما بينا . وقوله : ( ^ شرح ) أي : فتح قلبه لقبول الكفر . .
قوله تعالى : ( ^ ذلك بأنهم استحبوا الحياة الدنيا على الآخرة ) يعني : آثروا الحياة الدنيا على الآخرة . واعلم أن المؤمن يجوز أن يطلب الدنيا ، ويطلب الآخرة ، ولكن لا يؤثر الدنيا على الآخرة إلا الكافر . وقوله : ( ^ وأن الله لا يهدي القوم الكافرين ) لا يرشد القوم الكافرين . .
قوله تعالى : ( ^ أولئك الذين طبع الله على قلوبهم وسمعهم وأبصارهم وأولئك هم الغافلون ) أي : عما يراد بهم . .
قوله تعالى : ( ^ لا جرم أنهم في الآخرة هم الخاسرون ) أي : حقا أنهم في الآخرة هم المغبونون .